غزة قبيل عيد الفطر: قتل جماعي تجويع وغلاء خانق يفاقم معاناة السكان

نساء داخل احد مشاقي قطاع غزة

في وقتٍ يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، يعيش السكان أسوأ كارثة إنسانية قبيل عيد الفطر، وسط استمرار اغلاق المعابر والقتل الجماعي، التهجير القسري، ودمار شامل للبنية التحتية، إضافة إلى تدهور اقتصادي حاد وغلاء فاحش في الأسعار، في ظل غياب كامل لأي رقابة حكومية أو حماية للمواطنين.

إبادة جماعية متواصلة واستهداف ممنهج للمدنيين

منذ 18 مارس الجاري، شن الاحتلال تصعيدًا دمويًا واسعًا أسفر عن استشهاد896 فلسطينيًا، بينهم عشرات الأطفال والنساء، وجرح أكثر من 1980 آخرين، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 50,000، بحسب وزارة الصحة.

وتواصل طائرات الاحتلال استهداف منازل المدنيين، والخيام التي تؤوي النازحين، والمركبات، وحتى المتطوعين في العمل الإنساني، دون تمييز.

وفي جريمة مروعة، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة "الغرباوي" في جباليا، ما أدى إلى استشهاد 9 أفراد من العائلة، بينهم أربعة أطفال. كما تم استهداف تكية النصيرات أثناء تجهيز الطعام للنازحين، مما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين، أحدهم من العاملين في التكية.

أحد المصابين، قال لمراسلنا: "كنا نُحضّر الطعام لمئات الأسر. فجأة، دوى انفجار، تطاير كل شيء. وجدت نفسي وسط الدم والدخان. فقدت أحد زملائي، وأصبت إصابة متوسطة. لم نكن نحمل سلاحًا، كنا نحمل الطعام للنازحين والخبز قبيل اذان المغرب".

معاناة اقتصادية غير مسبوقة: الغلاء يقتل ما لم يقتله القصف

بالتزامن مع العدوان، يعاني المواطنون من ارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية.  بالإضافة إلى انعدام توفرها في كثير من المناطق خاصة في شمال غزة وصل حبة الباذنجان الواحدة 20 شيكل ما يعادل  5 دولار أمريكي بالإضافة إلى عدم توفر جميع السلع واللحوم والدواجن منذ اغلاق المعابر وتجدد العدوان على قطاع غزة يقول المواطنين أن الأسعار ارتفعت بنسبة 300%، وسط غياب تام لأي رقابة أو تدخل حكومي لضبط الأسواق.

قال المواطن "أبو علاء" من مخيم جباليا : "رمضان بلا طعام، والعيد بلا ثوب. لا رواتب، لا مساعدات، حتى كرتونة البيض صارت حلم. كل شيء تضاعف سعره، والناس مش لاقية خبز."

وفي مخيم النصيرات، تقول أم أحمد، وهي أرملة تعيل خمسة أطفال: " نعتمد في طعامنا اليومي على ما يتوفر طعام التكايا السيئ طعام لا يمكن لاي شخص قبوله بسبب سوء القائمين عليه لكن هذا ما يتوفر لنا لسد جوع الأطفال في هذه الظروف القاهرة نأمل ان تنجح الجهود لوقف اطلاق النار واستعادة فتح المعابر ودخول المساعدات الامل في وجه ربنا، وحول استقال عيد الفطر تقول كيف نستقبل العيد؟ نحن ننتظر الموت بأي لحظة، إما من الجو أو من الجوع."

تهجير وقصف مستمر وغياب الأمان

يواصل الاحتلال اصدار أوامر الاخلاء لبعض المناطق في عد من المناطق في غزة خصوصًا في شمال قطاع غزة ، حيث نفّذ عمليات تدمير ممنهج، وسط مخاوف من اجتياح بري أوسع للمناطق الحدودية في بيت لاهيا وبيت حانون وشرق جباليا.

اما في تل السلطان غرب رفح، لا يزال مصير 14 من طواقم الإسعاف والدفاع المدني مجهولًا، بعدما تم العثور على أحد جثامين جزء من عمال الدفاع المدني يوم أمس.

في ظل ما يجري، يواجه أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة خطر المجاعة والقتل الجماعي، بينما يستعد العالم للاحتفال بعيد الفطر، ويعيش أهل غزة عيدًا بطعم الدمار والجوع والمجهول.

في غزة، لا يُعدّ الناس الأيام نحو العيد، بل يعدّون الشهداء والمفقودين. لا يفكرون في زينة أو ملابس، بل يتساءلون إن كانوا سيبقون على قيد الحياة حتى الغد. في كل بيت حكاية فقد، في كل شارع رائحة موت، وفي كل خيمة طفل يسأل عن أبٍ لن يعود.

العيد هنا ليس فرحًا، بل وجعًا متجدّدًا، وذاكرة موجعة على غائبين تحت الركام.
ووسط الغلاء، الحصار، والخوف، يتمسّك الغزيون بما تبقى من كرامة، ويهمسون رغم كل شيء: "نحن شعب لا يُهزَم، حتى لو سُلب منه كل شيء، سيبقى قلبه نابضًا بحق العودة والحياة."

شهداء غزة (5).JPG
شهداء غزة (4).JPG
شهداء غزة (3).jpg
شهداء غزة (2).JPG
شهداء غزة (1).jpg
 

 

 

المصدر: خاص وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة