كشفت مصادر مطّلعة على مجريات المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى أن المحادثات لا تزال مستمرة وسط ضغوط أمريكية متزايدة، ومحاولات مصرية لإيجاد أرضية توافق بين المقترحات المتبادلة. ونقلت شبكة CNN عن مصدر مشارك في المفاوضات، أن هناك تفاوتًا في زخم التفاوض داخل الجانب الإسرائيلي، بين ديرمر، المقرّب من رئيس الوزراء نتنياهو، ورؤساء جهازي "الموساد" و"الشاباك"، الذين تم استبعادهم بشكل ملحوظ في هذه المرحلة.
الولايات المتحدة تضغط... لكن الغموض الإسرائيلي مستمر
وأشار المصدر إلى وجود شعور بالإلحاح والضغط الحقيقي من واشنطن والوسطاء الإقليميين، في ظل غياب وضوح تام بشأن هدف إسرائيل من المفاوضات. وأضاف: "صبر الأمريكيين بدأ ينفد، بينما عناد حركة حماس لا يساعد، لكنها مطالبة أيضًا بأخذ الواقع الإنساني الكارثي في غزة بعين الاعتبار".
ويرى مراقبون أن استبعاد نتنياهو لخبراء الأمن لصالح ديرمر يهدف إلى إحكام سيطرته السياسية على مجريات التفاوض، بعيدًا عن الحسابات الأمنية التقليدية التي أبدت تحفظًا على بعض بنود الصفقة المطروحة.
وفد من حماس إلى القاهرة لإتمام الصفقة
وفي تطور ميداني متصل، أفادت قناة RT بأن وفدًا من حركة حماس سيتوجه غدًا السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة، لعقد لقاء جديد مع الوسيط المصري، في محاولة لدفع المفاوضات نحو اتفاق نهائي.
مسودات جديدة: مقترح مصري وآخر أمريكي على الطاولة
من جهتها، كشفت إذاعة "كان" الإسرائيلية عن تبادل مسودات اتفاق بين القاهرة وتل أبيب، تهدف إلى التوفيق بين مقترحين رئيسيين:
-
المقترح المصري الذي يتضمن تحرير 8 أسرى أحياء و8 جثامين مقابل هدنة تتراوح بين 40 إلى 70 يومًا، وإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين الفلسطينيين.
-
المقترح الأمريكي المقدم من المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، والذي يطرح صفقة أصغر حجمًا تشمل إطلاق 5 أسرى إسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع وقف إطلاق نار لمدة شهرين.
وأشارت مصادر عبرية إلى أن نجاح هذه المفاوضات مرتبط بتجسير الفجوة بين الطرحين المصري والأمريكي، وسط إشارات متزايدة من أطراف إسرائيلية بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.
في السياق ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إحراز تقدم في ملف الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، مؤكّدًا أن واشنطن "تقترب من التوصل إلى اتفاق"، وذلك بعد لقائه الأخير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.
وفي تحرّك لافت، صرّح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن بلاده "لا تستبعد الاعتراف بدولة فلسطينية" خلال المؤتمر الدولي المرتقب في يونيو المقبل، برئاسة فرنسية – سعودية مشتركة داخل الأمم المتحدة.
واعتبر دبلوماسيون غربيون أن تصريح ماكرون يحمل إشارة سياسية قوية لإحياء حل الدولتين، وجاء عقب زيارته إلى القاهرة حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني.