أصحاب الأمراض المزمنة يحتضرون بصمت في غزة وسط انهيار القطاع الصحي وحصار خانق

UN News مشهد للدمار الكبير الذي طال مستشفى الشفاء في غزة..jpg

يتفاقم الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة يومًا بعد يوم، حيث يواجه عشرات الآلاف من المرضى المصابين بأمراض مزمنة خطر الموت البطيء، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، وانهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

حرب إبادة تستهدف البنية التحتية الصحية

منذ بداية العدوان الإسرائيلي الأخير، شكّلت المستشفيات والمراكز الصحية هدفًا مباشرًا للهجمات المتواصلة، إذ تم استهداف عشرات المنشآت الطبية بشكل ممنهج، إلى جانب إغلاق المعابر أمام الإمدادات الطبية والوفود الإنسانية. هذا الحصار المتواصل أدى إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية التي تُستخدم يوميًا لعلاج أمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، الفشل الكلوي، أمراض القلب، والحساسية، ما يجعل حياة المرضى في خطر دائم.

انهيار منظومة الرعاية لمرضى الأمراض المزمنة

أفادت الطبيبة مرام محمد حمو، المتطوعة في نقطة طبية بمخيم البريج، أن غياب الأدوية اليومية لمرضى الضغط والسكر يؤدي إلى مضاعفات صحية لا رجعة فيها كفقدان البصر، قصور الكلى، وبتر الأطراف، وحتى الوفاة. وذكرت أن المخزون المتوفر من هذه الأدوية لا يكفي لأكثر من أسبوعين إلى شهر، وبعض الأنواع اختفت تمامًا من النقاط الطبية.

وفي السياق ذاته، قالت الصيدلانية هنادي محيي الدين عيد من مستشفى غزة الأوروبي، إن هناك نقصاً حاداً في أدوية رئيسية مثل Concor وAtorvastatin وCarvidilol وRivoxar، إضافة إلى انعدام شبه كامل للمضادات الحيوية ومسكنات الألم ومضادات التجلط.

إحصائيات كارثية صادرة عن وزارة الصحة

  • 80 ألف مريض سكري و110 آلاف مريض بضغط الدم بلا علاج.

  • 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم نفدت كليًا.

  • نسبة العجز في خدمات القسطرة القلبية وجراحة القلب بلغت 99%.

  • 42% من اللقاحات الأساسية، بينها لقاح شلل الأطفال، غير متوفرة.

  • 37% من الأدوية و59% من المهام الطبية رصيدها صفر.

الأمراض الجلدية والنفسية تنتشر بلا علاج

مع حلول فصل الصيف وتزايد الاكتظاظ في مناطق النزوح، ازدادت معدلات الإصابة بالأمراض الجلدية والأوبئة، دون توفر علاجات كافية. وأوضحت مصادر طبية أن حالات مثل الجرب تستلزم علاجًا جماعيًا للأسرة، وهو ما بات مستحيلًا في ظل غياب الأدوية والمياه النظيفة.

أما في مجال الصحة النفسية، فقد أكّد الدكتور محمد جاسر عفانة، رئيس وحدة الصحة النفسية بمجمع ناصر الطبي، أن هناك نقصًا حادًا في الأدوية النفسية، إضافة إلى تدمير مستشفى النصر للأمراض النفسية بالكامل. ويُعد هذا الأمر خطيرًا مع تضاعف أعداد الحالات النفسية الجديدة بفعل الحرب، وغياب أي خدمات دعم أو علاج غير دوائي.

منظمة الصحة العالمية: آلاف المرضى بحاجة لإجلاء فوري

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن ما بين 11,000 و13,000 شخص، بينهم أكثر من 4,500 طفل، يحتاجون لإخلاء طبي عاجل إلى خارج غزة لتلقي العلاج، وخاصة الجرحى ومرضى السرطان الذين توقفت جلسات علاجهم الكيميائي.

الميزان يطالب بوقف الحرب ورفع الحصار فورًا

أدان مركز الميزان لحقوق الإنسان استمرار الحصار ومنع دخول الأدوية، معتبراً ذلك جريمة حرب ممنهجة تهدف إلى حرمان المدنيين من حقهم في الصحة والحياة. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية، ورفع الحصار، والسماح بسفر المرضى، وتسهيل دخول الطواقم الطبية وإرساليات الدواء، إضافة إلى إعادة تأهيل المستشفيات وخدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة