في موقف لافت، عبّر وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو عن انزعاج بلاده من الضربات الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القصف طال منشآت مدنية بينها مستشفيات وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين والمسعفين، داعيًا إسرائيل إلى الاعتراف بأخطائها وتحمل مسؤولياتها.
وقال كروزيتو في مقابلة مع وكالة رويترز، إن "الطفل الفلسطيني يساوي تماماً الطفل الأوكراني أو الإيطالي، وكذلك المستشفى الفلسطيني لا يختلف عن المستشفيات في أي دولة أخرى"، مشددًا على ضرورة التحلي بالشجاعة لتقديم الاعتذار عندما تُرتكب أخطاء بحق المدنيين.
قلق من اتساع رقعة الحرب
وأضاف الوزير الإيطالي: "غزة أصبحت كبحيرة يُلقى فيها حجر كل يوم، وتستمر دوائر هذا الحجر في الاتساع"، في إشارة إلى مخاوف متزايدة من أن يؤدي استمرار العدوان الإسرائيلي إلى تصعيد إقليمي أوسع قد يشمل إيران.
كما عبّر كروزيتو عن أسفه لانهيار وقف إطلاق النار الأخير، محذرًا من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية قد يُفجّر جبهات جديدة في المنطقة، ويدفع نحو تدهور أكبر في الوضع الإنساني والأمني في غزة.
موقف متوازن رغم التحالف
ورغم أن الحكومة الإيطالية المحافظة، التي تقودها رئيسة الوزراء جورجا ميلوني، تُعرف بتحالفها الوثيق مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتؤيد الموقف الإسرائيلي، فإن تصريحات كروزيتو تعكس تباينات داخلية في روما حول أسلوب التعامل مع التطورات في غزة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، وسط إدانات دولية متزايدة بسبب استهدافها للمرافق الطبية والسكان المدنيين، في حرب أدّت حتى الآن إلى مقتل آلاف الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير البنية التحتية الحيوية.
دعم محدود للسلام في أوكرانيا
وفي سياق آخر، انتقد وزير الدفاع الإيطالي أيضًا ما وصفه بعدم جدية روسيا في السعي نحو السلام في أوكرانيا، رغم الضغوط الأميركية، متهماً موسكو بمحاولة "خداع" واشنطن، ومؤكدًا أن "الروس لم يتغيروا".
وجاءت هذه التصريحات قبل أيام من زيارة مرتقبة لرئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني إلى واشنطن، لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي، تعقبها مباشرة زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه. دي. فانس إلى روما خلال عطلة عيد الفصح.