شهد قطاع غزة، مساء الثلاثاء، ليلة ثقيلة تخللها تصعيد واسع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمل سلسلة من الغارات المكثفة والقصف المدفعي، وخلّف المزيد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، خصوصاً النازحين.
وأفاد مراسل وكالة "قدس نت للأنباء" أن طائرات الاحتلال شنّت غارة على محيط مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، في تصعيد خطير يعكس مواصلة استهداف المرافق الصحية بشكل مباشر.
في مجزرة جديدة تُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق المدنيين، استشهد 17 مواطنًا وأصيب العشرات مساء الأربعاء، جراء قصف جوي إسرائيلي استهدف خيامًا تؤوي نازحين ومناطق مأهولة في جنوب ووسط قطاع غزة.
وأفاد مراسل وكالة "قدس نت" بأن طائرات الاحتلال شنت غارة مباشرة على خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس، أسفرت عن استشهاد عشرة مواطنين على الأقل، واحتراق جثامين بعضهم بالكامل نتيجة اشتعال النيران. كما أسفر القصف عن وقوع إصابات متعددة، نُقلوا جميعًا إلى مستشفى ناصر في المدينة.
وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، استشهد مواطن وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، إثر استهداف طائرات الاحتلال لتجمع سكاني غرب المدينة. كما استشهد أربعة مواطنين في غارات متفرقة على منطقتي البركة بدير البلح وغرب مخيم خان يونس، إضافة إلى قصف مسيّر على حي الأمل، خلف عددًا من الإصابات في صفوف المدنيين.
وامتدت غارات الاحتلال إلى حي قديح شرق عبسان الكبيرة، حيث شنت المقاتلات الإسرائيلية غارتين عنيفتين، تزامنًا مع قصف حي التفاح شرق غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، بينهم إصابات حرجة، بحسب مصادر طبية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى اللحظة عن أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ما زال مصيرهم مجهولًا تحت الركام أو في ظروف احتجاز غامضة.
العدوان المتواصل يحوّل غزة إلى أرض محروقة، حيث لا ملجأ آمنا، ولا خيمة تنجو من القصف، في ظل عجز المجتمع الدولي عن إيقاف حمام الدم اليومي.
اشتعال النيران بعد قصف الاحتلال خيمة نازحين في مواصي #خانيونس pic.twitter.com/yspnas1mFA
— وكالة قدس نت للأنباء (@qudsnet) April 16, 2025