حذّرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع استمرار الإغلاق التام للمعابر منذ أكثر من 45 يومًا ومنع دخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل، ما فاقم الأوضاع الصحية والمعيشية بشكل غير مسبوق.
وأكدت الشبكة في بيان صحفي، اليوم، أن المجاعة باتت واقعًا في مختلف مناطق القطاع، مشيرة إلى تزايد حالات سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء، في ظل نفاد المواد الغذائية الأساسية والمكملات الضرورية للمرضى.
وأشارت الشبكة إلى التدهور الحاد في القطاع الصحي، نتيجة الاستهداف المباشر من قبل قوات الاحتلال، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، بما في ذلك أدوية الأمراض المزمنة، مما يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى. كما حذّرت من كارثة صحية بيئية بسبب نقص المياه الصالحة للشرب، وتكدّس أكثر من 600 ألف طن من النفايات، وانتشار مياه الصرف الصحي في أرجاء القطاع.
ولفتت الشبكة إلى استمرار موجات النزوح القسري التي طالت أكثر من 90% من سكان غزة، وإخلاء ثلثي مساحة القطاع، في ظل غياب مستلزمات الإيواء الأساسية كالخيام، الأغطية، الملابس، والاحتياجات الضرورية للأطفال والنساء.
وشددت على أن قطاع غزة يتعرض لعدوان غير مسبوق، يشمل قصفًا متواصلاً، واستهدافًا للمدنيين، وتدميرًا منهجيًا للبنية التحتية، وإبادة جماعية شملت محو عائلات بأكملها من السجل المدني. وأدانت الشبكة محاولات الاحتلال فرض آليات تتحكم بتوزيع المساعدات الإنسانية، بما يشمل "عسكرة المساعدات"، في انتهاك صارخ للقانون الدولي ومبادئ العمل الإنساني.
ورحّبت الشبكة بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة الرافضة لآليات توزيع المساعدات من قبل جيش الاحتلال، مؤكدة أنها تُقوّض العمل الإنساني وتمثل سابقة خطيرة.
وأعربت الشبكة عن قلقها البالغ من صمت المجتمع الدولي تجاه جرائم الإبادة التي تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين، وطالبت بتدخل دولي فوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف كل أشكال دعم تسليحه.
كما دعت الشبكة جميع الأطراف الدولية إلى رفض أي مخططات إسرائيلية للسيطرة على توزيع المساعدات، والعمل الجاد على فتح المعابر وضمان إيصال الإغاثة للفئات المستحقة من خلال المؤسسات الفلسطينية والدولية المعتمدة.
واختتمت الشبكة بيانها بالتأكيد على أن أطفال غزة هم الأكثر تضررًا من العدوان، حيث يُشكلون النسبة الأكبر من الضحايا، ويعانون من آثار الأزمة الإنسانية المتفاقمة على جميع المستويات الصحية والتعليمية والنفسية.