نيويورك – أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش كلّف البريطاني إيان مارتن بإجراء تقييم استراتيجي شامل لعمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بهدف "تحسين طريقة خدمتها للاجئين الفلسطينيين في ظل الظروف الراهنة".
مهمة التقييم: مراجعة شاملة وخيارات للتطوير
وأوضح دوجاريك، في بيان صدر مساء الثلاثاء، أن مارتن سيعمل على مراجعة مدى تأثير الأونروا وكيفية تنفيذها لتفويضها الأممي، مع الأخذ في الاعتبار القيود السياسية والمالية والأمنية التي تواجهها، خصوصًا في قطاع غزة. كما سيُطلب منه تحديد خيارات عملية يمكن اتخاذها من قِبل الدول الأعضاء أو الأمم المتحدة، على أن تُرفع التوصيات بحلول منتصف يونيو/حزيران المقبل.
هذا التقييم يأتي في إطار مبادرة "الأمم المتحدة 80"، التي أطلقت في مارس/آذار، والرامية إلى جعل المنظمة الدولية أكثر فاعلية واستجابة للتحديات المعاصرة، خاصة في ظل أزمة التمويل التي تتعرض لها عدد من وكالاتها، بعد تقليص الولايات المتحدة دعمها المالي للبرامج الإنسانية.
الأونروا في قلب الأزمات: دعم حيوي في غزة ومحيطها
وأكد دوجاريك أن الأونروا "تعمل في بيئة فريدة ومعقدة"، خاصة في غزة، حيث تعتبر الجهة الأساسية التي توفر المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وأضاف: "نريد أن نرى كيف يمكن للأونروا أن تعمل بشكل أفضل وتخدم المجتمعات التي تعتمد عليها بشكل أكثر فعالية"، مع التأكيد في الوقت ذاته على أن التفويض الممنوح للوكالة "لن يكون موضع مراجعة".
تأسست الأونروا عام 1949 بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب نكبة عام 1948، وتعمل منذ أكثر من سبعة عقود على تقديم الدعم الإنساني والصحي والتعليمي للاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن.
اتهامات إسرائيلية وتوترات متصاعدة
يأتي هذا التقييم في وقت تتصاعد فيه التوترات بين إسرائيل والأونروا، حيث اتهمت الحكومة الإسرائيلية، في وقت سابق من هذا العام، 19 موظفًا من أصل نحو 13 ألف موظف في غزة، بالضلوع المباشر في هجمات 7 أكتوبر. وعلى إثر هذه الاتهامات، أعلنت إسرائيل قطع جميع أشكال التنسيق والتواصل مع الوكالة.
وتتهم إسرائيل الأونروا بأنها تشكل "غطاء لحركة حماس"، وهي مزاعم نفتها الوكالة مرارًا، مطالبة بتحقيقات مستقلة وشفافة، فيما أوقفت بعض الدول تمويلها مؤقتًا، قبل أن تُعيد النظر في قراراتها لاحقًا.
خلاصة المشهد: مراجعة لتحسين الأداء لا لإلغاء التفويض
رغم الضغوط السياسية والمالية، تؤكد الأمم المتحدة أن الغرض من التقييم ليس مراجعة أو سحب التفويض الممنوح للأونروا، بل تحسين أدائها في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين، لا سيما في مناطق النزاع. ويُتوقع أن تُلقي نتائج التقييم، المقررة في يونيو المقبل، بظلالها على مستقبل التمويل والدعم الدولي للوكالة، التي لا تزال ركيزة أساسية في حياة ملايين الفلسطينيين.