أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن خطة عسكرية جديدة في قطاع غزة، تهدف إلى فرض سيطرة ميدانية طويلة الأمد على أجزاء واسعة من شمال ووسط القطاع، عبر تهجير واسع للسكان الفلسطينيين وتثبيت وجود عسكري دائم، تحت غطاء ما يسميه "مراكز إنسانية".
وتأتي هذه الخطة بالتزامن مع تعبئة غير مسبوقة لعشرات آلاف جنود الاحتياط، حيث من المتوقع إصدار أوامر تجنيد موسعة خلال الـ48 ساعة القادمة، وفق ما نقلته القناة 12 العبرية.
مخطط لتغيير الواقع السكاني بالقوة
بحسب الخطة، ستقوم قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات إخلاء قسري في عدة مناطق، على غرار ما جرى في رفح، بهدف السيطرة عليها بالكامل، والبقاء فيها عسكريًا. وستعمد قوات الاحتلال إلى تنفيذ اقتحامات موسعة، تشمل عمليات تفتيش وهدم للبنية التحتية، بما فيها الأنفاق والمركبات والمنشآت التي تدّعي ارتباطها بالمقاومة.
كما تخطط سلطات الاحتلال لإقامة عدة مجمعات تجميع قسرية تحت مسمى "مراكز إنسانية" في مناطق محاذية لمحوري موراج وفيلادلفيا جنوبي القطاع، ليتم من خلالها توزيع المساعدات للسكان تحت إشراف شركات ومنظمات دولية، مع منع أي مواد من الوصول إلى فصائل المقاومة.
سياسة الحصار الغذائي مستمرة
وفي تصريحات رسمية، أقر مسؤولون إسرائيليون بأن إدخال أكثر من 600 شاحنة مساعدات يوميًا في مراحل سابقة كان "خطأ"، مؤكدين أن الاحتلال لن يوزع الغذاء بشكل مباشر، ولن يسمح بوصوله لحماس، في خطوة تُعد استمرارًا واضحًا لسياسة الحصار والتجويع الجماعي المفروضة على سكان غزة منذ سنوات.
تصعيد عسكري وعمليات عدوانية
مصادر أمنية إسرائيلية وصفت التحرك المرتقب بـ"النقلة النوعية"، مشيرة إلى أن الجيش سيزيد من وتيرة عملياته الهجومية خلال الفترة القادمة، فيما أبقى المستوى السياسي على ما وصفه بـ"مسافة ترقب" لأي تطورات في ملف صفقة تبادل الأسرى.
مقاومة فعالة وخسائر في صفوف الاحتلال
منذ تجدد العدوان، اعتمدت المقاومة الفلسطينية تكتيكات ميدانية فعالة، تمكّنت من خلالها من رصد تحركات قوات الاحتلال، واستهدافهم باستخدام الأنفاق وقذائف الـRPG، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات المقتحمة.
وقد أعلن جيش الاحتلال عن مقتل ضابطين من لواء جولاني خلال عملية تفتيش في أحد مباني رفح، إثر انفجار وقع داخل بئر مفخخ. كما أصيب جنديان آخران بجروح متفاوتة. وبحسب رواية الجيش، وقع الحادث خلال مهمة عسكرية لتطويق المدينة ضمن حملة عسكرية تشنها الفرقة 36.
وفي حادثة أخرى، انفجرت قذيفة عن طريق الخطأ داخل موقع احتلالي ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف جنود الاحتلال. التحقيق في الحادث لا يزال جارٍ.
نتنياهو: لا مكان لحماس في غزة
وفي خطاب مصور، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إن هناك "مراحل متقدمة" لخطة التعامل مع غزة، زاعمًا أن هدفها "تحرير الرهائن والقضاء على حماس"، مضيفًا: "لن تبقى حماس في غزة، علينا أن نفهم ذلك"، في إشارة إلى نية الاحتلال إعادة رسم المشهد الفلسطيني بالقوة العسكرية.