ستيف ويتكوف يقدّم لمجلس الأمن خطة أميركية لإدخال المساعدات إلى غزة وسط اعتراض أممي واسع على آلية الجيش الإسرائيلي

شاحنات تدخل غزة عبر معبر كرم أبو سالم.jpg

من المرتقب أن يقدّم المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الثلاثاء، إحاطة مغلقة أمام مجلس الأمن الدولي حول الحرب في قطاع غزة، وخطة المساعدات الإنسانية الجديدة التي تقودها واشنطن بالتعاون مع إسرائيل، وفق ما نقلت مصادر دبلوماسية مطلعة لوكالة "أكسيوس".

ويمثّل ويتكوف حاليًا أبرز الوجوه الدبلوماسية في إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعد توليه ملفات معقّدة تشمل غزة، والبرنامج النووي الإيراني، والمفاوضات مع الحوثيين، إلى جانب المحادثات الأمنية الجارية مع روسيا بشأن أوكرانيا.

وبحسب مصدر مطّلع، سيتركز العرض الذي يقدمه ويتكوف بشكل أساسي على الآلية المشتركة الأميركية-الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة، والتي تقول واشنطن إنها تهدف إلى استئناف الدعم الإنساني دون المرور عبر حركة حماس.

رفض أممي وضغوط أميركية

وكانت الأمم المتحدة وجميع وكالات الإغاثة الدولية العاملة في غزة قد رفضت الآلية الجديدة، معتبرةً أنها "لا تفي بالمعايير الإنسانية" وتتعارض مع مبادئ الحياد والاستقلالية في توزيع المساعدات.

ومع ذلك، تضغط إدارة ترامب على بعض الدول المانحة لدعم الخطة ماليًا، وعلى الأمم المتحدة للمشاركة في تنفيذها، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ودول أعضاء في مجلس الأمن.

ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق رسميًا على تفاصيل الإحاطة أو مضمون خطة المساعدات.

إحاطة غير مسبوقة

تمثل هذه الإحاطة أول ظهور رسمي لويتكوف أمام مجلس الأمن منذ تولّي ترامب السلطة مجددًا، وتأتي في وقت تتواصل فيه الضغوط الدولية لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي يشمل منع إدخال الغذاء والمياه والدواء منذ مارس الماضي.

كما تأتي الجلسة قبل أيام فقط من زيارة مرتقبة للرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، حيث سيشارك في قمة خليجية يبحث خلالها ملفات غزة وإيران، إضافة إلى ترتيبات أمنية إقليمية موسعة.

فراغ دبلوماسي في نيويورك

وفي ظل استمرار غياب سفير أميركي دائم لدى الأمم المتحدة، بعد سحب النائبة إليز ستيفانيك ترشيحها، فإن ويتكوف يُعد أعلى مسؤول أميركي يتواصل حاليًا مع القوى الكبرى داخل مجلس الأمن، بما فيها روسيا، الصين، وفرنسا.

وكان ترامب قد أعلن الأسبوع الماضي إقالة مستشاره للأمن القومي مايك والتز، وتعيينه سفيرًا مرتقبًا لدى الأمم المتحدة، بانتظار استكمال إجراءات الموافقة على تعيينه من قبل الكونغرس.

خلفية التوتر الإقليمي

تأتي هذه التحركات وسط تحذيرات إسرائيلية متكررة من عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، في حال لم تُبرم هدنة شاملة قبل نهاية زيارة ترامب الإقليمية.

ويخشى دبلوماسيون أن يؤدي تعثر المفاوضات، وغياب الإجماع الدولي حول خطة المساعدات، إلى مزيد من التصعيد الميداني وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - واشنطن