أفادت منصة "أكسيوس" الإخبارية أن الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على إقناع الأمم المتحدة بالتعاون مع "مؤسسة غزة الخيرية"، وهي مبادرة جديدة تهدف إلى إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من خلال كيان مدني مستقل.
ووفقًا للتقرير، أبدت الأمم المتحدة تحفظات على الآلية المقترحة لعمل المؤسسة، مشيرة إلى مخاوف تتعلق بالحياد والمبادئ الإنسانية الأساسية، التي قد تتأثر نتيجة إنشاء قناة موازية للعمل الإغاثي التقليدي.
كما نقلت "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة وإسرائيل تضغطان لتحويل التبرعات الدولية وتمويل برامج الإغاثة إلى المؤسسة الجديدة، في خطوة تهدف إلى إنشاء بديل عملي لإيصال المساعدات إلى المدنيين بعيدًا عن أي نفوذ للفصائل المسلحة في القطاع.
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أكد المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أن "مؤسسة غزة الخيرية" ستكون مستقلة تمامًا وتدار بشكل مدني، مشددًا على أنها تهدف إلى تعزيز فاعلية إيصال المساعدات الإنسانية، لا استبدال المنظمات الأممية أو التقليدية العاملة في غزة. مضيفاً أن الهدف من إنشائها هو ضمان وصول المساعدات مباشرة إلى المدنيين في غزة، بعيدًا عن سيطرة حركة حماس.
ويجري التفاوض مع ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي والحائز على جائزة نوبل للسلام، لتولي رئاسة المؤسسة الجديدة. وبحسب مصادر مطلعة، فإن بيزلي اشترط عودة عاجلة لتدفق المساعدات إلى القطاع كجزء من الاتفاق على ترؤسه للمؤسسة.
وقال مصدر مشارك في تأسيس "مؤسسة غزة الخيرية" إن الكيان المزمع لا يهدف إلى استبدال دور الأمم المتحدة أو المنظمات الإغاثية التقليدية، بل يسعى إلى تكامل الجهود وضمان وصول المساعدات "بأمان وكفاءة وعلى نطاق واسع".
لكن النقطة الخلافية الأساسية تبقى في كيفية ضمان عدم وصول المساعدات إلى جهات مسلحة، وتوجيهها مباشرة للمدنيين دون وسطاء، في ظل غياب توافق دولي واضح حول الآلية.
ووفق مصادر دبلوماسية، فإن الإدارة الأميركية تحشد الدعم الدولي للمشروع وتطلب من الدول المانحة تحويل تمويلها عبر المؤسسة الجديدة، في خطوة يرى فيها مراقبون محاولة لإعادة تشكيل المشهد الإنساني في غزة تحت إشراف مباشر من واشنطن وتل أبيب.