كشفت مصادر سياسية مطّلعة عن مفاوضات مباشرة ومتقدمة تجري بين حركة حماس والإدارة الأمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلى جانب بحث سبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يشهد حربًا متواصلة منذ أكثر من سبعة أشهر.
وقال قيادي في حركة حماس لقناة الجزيرة إن المفاوضات الجارية منذ أيام، تتم بشكل مباشر مع الإدارة الأمريكية، وتتناول وقف الحرب، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أن النقاشات وصلت إلى "مرحلة متقدمة".
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "أكسيوس" الأمريكية أن مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، يواصل مباحثاته مع كل من إسرائيل، وقطر، ومصر، وعبرهم مع حركة حماس، في محاولة للتوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق الرهائن، وترتيبات أمنية أوسع نطاقًا في القطاع.
ويتكوف: إسرائيل تطيل أمد الحرب رغم غياب الخيارات
وفي موقف نادر من نوعه، انتقد ويتكوف إسرائيل بشكل مباشر خلال لقاء جمعه مع عائلات المختطفين والناجين من الأسر، حيث قال بحسب مصادر حضرت الاجتماع: "نريد إعادة المخطوفين، لكن إسرائيل ليست مستعدة لإنهاء الحرب. إنها تطيل أمدها، رغم أننا لا نرى سبيلًا آخر للمضي قدمًا، ويجب التوصل إلى اتفاق."
وأكد ويتكوف، وفق ما نقلته القناة 12 الإسرائيلية، أن هناك "فرصة سانحة" حاليًا، داعيًا إسرائيل والوسطاء إلى استغلالها، مضيفًا: "نحن نمارس ضغوطًا حقيقية على جميع الأطراف، ونبذل كل ما في وسعنا لإعادة المختطفين وإنهاء القتال."
واشنطن تضع خطة مساعدات إنسانية لغزة
في موازاة التحركات السياسية، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين أن إدارة ترمب وضعت خطة لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للفلسطينيين في غزة، تتضمن إنشاء مراكز توزيع غذائي تخدم مئات الآلاف من السكان، مع تمركز القوات الإسرائيلية خارج تلك المواقع لتجنّب الاحتكاك المباشر.
وتأتي الخطة وسط انتقادات من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، التي حذّرت من المساس بمبادئ العمل الإنساني. وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف، الجمعة: "لن نشارك في أي عملية توزيع لا تلتزم بمبادئنا الأساسية: الاستقلالية، والحياد، والإنسانية."
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية الأمريكية في لحظة سياسية حساسة، حيث يُتوقع أن يلعب موقف واشنطن، خاصة في ظل الزيارة المرتقبة للرئيس دونالد ترمب إلى المنطقة، دورًا محوريًا في تحديد مسار الحرب، أو إطلاق تسوية مؤقتة على الأقل، في ظل انتقادات متصاعدة لسلوك الحكومة الإسرائيلية، وتفاقم المأساة في قطاع غزة.