العد التنازلي لغزة: مفاوضات متعثرة، تصعيد عسكري، و"عربات جدعون" في الانتظار

ترامب ويتكوف نتنياهو.jpg

في ظل تصعيد الإبادة الجماعية على قطاع غزة بشكل غير مسبوق، تتكثف الهجمات الإسرائيلية وسط انسداد المسار التفاوضي في الدوحة، وفشل مبادرات الوساطة الأمريكية حتى اللحظة. وبينما تتأهب إسرائيل لإطلاق مناورة برية جديدة تحت مسمى "عربات جدعون"، يبدو أن كل الأطراف تتحرك على وقع الميدان أكثر مما تمليه طاولات المفاوضات.

الهجوم الإسرائيلي الأخير، الذي جاء عقب الإفراج المفاجئ عن الجندي الإسرائيلي – الأميركي عيدان ألكسندر، فتح ما وصفته مصادر عسكرية بـ"مرحلة وسطى" تُستغل لتعزيز الضغط الميداني قبيل أي عملية موسعة محتملة أو اتفاق لوقف إطلاق النار.

ويتكوف يغادر الطاولة

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة يديعوت أحرونوت أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، حاول كسر الجمود في محادثات الدوحة عبر اقتراح صفقة محدودة تقضي بإطلاق عدد من الرهائن الإسرائيليين، مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 45 يومًا. ومع ذلك، قوبل العرض بالرفض من جانب حركة حماس، التي لا تزال تصرّ على وقف دائم للحرب.

وبحسب المصادر، فإن المحادثات لا تزال عالقة، مع تمسك الطرفين بمواقفهما الجوهرية، في حين ينتظر الوفد الإسرائيلي تعليمات جديدة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الاستمرار أو الانسحاب من المسار التفاوضي. وذكرت التقارير الواردة من القدس أن المبادرة الأميركية لم تحرز أي اختراق يُذكر حتى الآن.

وتشير الصحيفة إلى أن ويتكوف "رفع يده" وغادر المشهد، تاركًا لإسرائيل حرية اتخاذ القرار في المرحلة المقبلة. ونقلت يديعوت عن أحد المصادر قوله: "لا يوجد تقدم، ولا مؤشرات إيجابية. حماس غير معنية باتفاق محدود، وإذا لم يطرأ تغيّر مفاجئ، فإن إسرائيل تتجه نحو تحرك ميداني خلال أيام". وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لمناورة برية، في انتظار ما سيسفر عنه اجتماع الحكومة المقرر الأحد المقبل.

مفاوضات الدوحة... وجمود واضح

في الأثناء، يستمر الجمود في محادثات الدوحة بين حماس والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي قدم مؤخرًا مقترحًا جديدًا يتضمن "صفقة محدودة" تشمل الإفراج عن عدد من الرهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت مدته 45 يومًا.

لكن المقترح قوبل بالرفض، تماماً كما سُحب العرض السابق. حماس ترفض أي صيغة لا تتضمن وقفًا دائمًا للعدوان، في حين تتمسك إسرائيل بهدنة مؤقتة مرتبطة بشروط ميدانية. وقالت مصادر مطلعة إن "ويتكوف انسحب فعلياً من جهود الوساطة، وترك القرار لإسرائيل".

ترامب يعد بـ"أشياء جيدة"... دون وضوح

في ختام زيارته للمنطقة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتوقع "حدوث تطورات إيجابية في غزة خلال الشهر المقبل"، دون تحديد طبيعة هذه التطورات أو موقف واشنطن من العملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة.

وفي تصريح من على متن الطائرة الرئاسية، شدد ترامب على "ضرورة معالجة الوضع الإنساني في غزة"، قائلاً: "يعاني الكثير من الفلسطينيين من الجوع، ونحن بحاجة إلى النظر إلى معاناة الطرفين". كما أعرب عن شكوكه في قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تأمين الإفراج عن الرهائن، لكنه أشار إلى أن بلاده ستواصل العمل على هذا الملف.

المشهد المقبل: مفترق ناري

المؤشرات على الأرض تفيد بأن الساعات أو الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة. الجيش الإسرائيلي أنهى استعداداته لمناورة برية قد تُطلق بعد اجتماع الحكومة الإسرائيلية المرتقب الأحد، في حال عدم إحراز تقدم تفاوضي.

وفي ظل صمت دولي متزايد وغياب اختراق دبلوماسي، يبقى التصعيد سيد الموقف في غزة – بينما يعلّق أكثر من مليوني فلسطيني آمالهم على هدنة ما، قد لا تأتي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة