NBC: إدارة ترامب تبحث خطة لنقل مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا مقابل الإفراج عن أموال مجمّدة

تهجير.webp

كشفت شبكة NBC الإخبارية، نقلًا عن خمسة مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على خطة تهدف إلى إعادة توطين نحو مليون فلسطيني من قطاع غزة في ليبيا بشكل دائم، في خطوة وُصفت بأنها تحت "دراسة جدية".

وبحسب الشبكة، فقد جرت مناقشات حول الخطة بين مسؤولين في الإدارة الأميركية وقيادات ليبية رفيعة المستوى، حيث أشارت مصادر مطلعة – من بينهم مسؤول أميركي سابق – إلى أن المقترح تضمن إمكانية الإفراج عن مليارات الدولارات من الأصول الليبية المجمدة لدى الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد، وذلك مقابل موافقة ليبيا على استقبال الفلسطينيين المرحّلين.

إسرائيل أُبلغت بالخطة... ولا اتفاق نهائي

وأكدت المصادر أن إسرائيل كانت على اطلاع بمجريات النقاشات الجارية بشأن الخطة، في حين لم يتم التوصل إلى أي اتفاق نهائي حتى الآن، وسط تكتم رسمي من قبل المؤسسات الأميركية ذات الصلة.

وقد رفضت وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي التعليق على التقرير رغم تلقيهم عدة طلبات رسمية من NBC.

الخطة تثير جدلًا: تكلفة هائلة وعمليات ترحيل غير واقعية

بحسب تقديرات NBC، فإن ترحيل مليون شخص من غزة إلى ليبيا يتطلب عمليات نقل ضخمة ومعقدة جوًا وبحرًا وبرًا، تشمل نحو 1173 رحلة بطائرة "إيرباص A380" أو مئات الرحلات البحرية، إضافة إلى مسافات برية تفوق 1300 كيلومتر عبر مصر.

كما طُرحت حوافز مالية تشمل سكن مجاني ومخصصات شهرية للفلسطينيين الذين قد يوافقون على الترحيل، وفقًا لمصادر أميركية سابقة، لكن حجم التكلفة وعدم وضوح مصادر التمويل يمثلان تحديًا كبيرًا للخطة.

جزء من رؤية ترامب: "ريفييرا الشرق الأوسط"

الخطة تتماشى مع رؤية ترامب المُعلنة في فبراير الماضي، حين صرّح خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعتزم تحويل غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين "لا يجب أن يعودوا إلى غزة" وأنه يبحث عن "مكان يجعلهم سعداء وبعيدين عن العنف".

وقد فاجأ إعلان ترامب العديد من كبار مستشاريه، وواجه رفضًا من حلفاء واشنطن العرب ونواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ووصفها السيناتور ليندسي غراهام بأنها "مشكلة على عدة مستويات".

خطة موازية: الترحيل إلى سوريا أيضًا

إضافة إلى ليبيا، ناقشت الإدارة الأميركية، وفق التقرير، إمكانية ترحيل الفلسطينيين إلى سوريا، بعد الإطاحة برئيسها السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وتولي قيادة جديدة بقيادة أحمد الشراع، حيث أعلن ترامب قبل أيام رفع العقوبات عن دمشق واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

انتقادات دولية ومخاوف من التهجير القسري

وصف محللون هذه الخطط بأنها محاولة لإعادة هندسة ديموغرافية قسرية في المنطقة، عبر استغلال الكارثة الإنسانية في غزة، التي تشهد حصارًا خانقًا منذ أكثر من 75 يومًا، فيما تُسجل مستويات مرتفعة من الجوع وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال.

وتتزامن هذه التسريبات مع تصعيد عسكري إسرائيلي كبير في غزة، حيث وثّقت وزارة الصحة استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًا خلال يومين فقط، وسط استمرار القصف المكثف على شمال القطاع وإصدار أوامر إخلاء قسري لعشرات آلاف المدنيين.

المصدر: ترجمة خاصة وكالة قدس نت - القدس المحتلة