بريطانيا تتخذ خطوات تصعيدية ضد إسرائيل: تعليق مفاوضات التجارة ووقف مبيعات الأسلحة بسبب حرب غزة

نتنياهو بريطانيا.jpg

في تحول دبلوماسي لافت، أعلن وزير الخارجية البريطاني تعليق المفاوضات الجارية مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية التجارة الحرة، على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوسيع العمليات العسكرية التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، بينهم عدد كبير من الأطفال.

وأكد الوزير أن الحكومة البريطانية استدعت السفيرة الإسرائيلية في لندن لتقديم احتجاج رسمي على التصعيد العسكري الأخير، مضيفًا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بـ"الانتهاكات المتواصلة للقانون الدولي الإنساني".

تحذير واضح من لندن: خطوات أخرى قادمة إن لم يتوقف العدوان

وقال وزير الخارجية البريطاني: "إذا واصلت إسرائيل هذا النهج المدمر، فسنتخذ خطوات إضافية. ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية لا يمكن تبريره أخلاقيًا، وتوسيع العملية العسكرية في غزة لن يعيد الرهائن ولن يجلب الأمن". وشدد على أن معظم عمليات الإفراج عن الرهائن تمت عبر قنوات التفاوض، وليس من خلال القوة، في إشارة واضحة إلى فشل المقاربة العسكرية الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة.

وأضاف: "أقول لرئيس الوزراء نتنياهو بوضوح: أوقفوا الحصار وأدخلوا المساعدات فورًا. المجاعة في غزة نتيجة مباشرة للسياسات المتبعة، ولا يمكن للعالم أن يصمت أكثر".

إدانة للخطاب المتطرف والتطهير الممنهج

وانتقد وزير الخارجية البريطاني تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، واصفًا إياها بـ"المتطرفة والخطيرة والبربرية"، خصوصًا بعد تصريحات سموتريتش حول "تطهير غزة"، والتي وصفها الوزير البريطاني بأنها "موقف لا يمكن قبوله بأي حال وندينه بأشد العبارات".

وقال الوزير إن "الأفعال الفظيعة والخطاب التحريضي للحكومة الإسرائيلية يعزلان إسرائيل عن أصدقائها التقليديين ويقوضان مصالح الشعب الإسرائيلي نفسه".

وقف مبيعات الأسلحة والتنسيق للاعتراف بالدولة الفلسطينية

في خطوة ذات دلالة سياسية، أعلنت بريطانيا أيضًا تعليق مبيعات الأسلحة التي قد تُستخدم في قطاع غزة، في رسالة قوية بأن دعم إسرائيل لا يعني الصمت أمام الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

وأشار الوزير إلى أن بلاده تنسق حاليًا مع شركائها الدوليين بشأن إمكانية الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، مؤكّدًا أن حل الدولتين يبقى "الإطار الوحيد الممكن لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة"، محذرًا من أن هذا الحل يواجه تهديدًا جديًا بسبب "التوسع الاستيطاني غير القانوني في الضفة الغربية، المدعوم بوضوح من الحكومة الإسرائيلية الحالية".

الحكومة البريطانية: معارضة الحرب لا تعني مكافأة حماس

وشدد وزير الخارجية البريطاني على أن معارضة بلاده لتوسيع الحرب في غزة لا تعني بأي شكل من الأشكال دعمًا لحركة حماس، وقال: "فرضنا عقوبات على إسرائيل لإرسال رسالة واضحة مفادها: إدخال المساعدات إلى غزة ضرورة إنسانية لا تحتمل التأجيل".

وأكد أن بلاده تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، واحترام القانون الدولي في كافة المناطق الفلسطينية، مع التأكيد على دعم بريطانيا المتواصل لحل الدولتين ومبدأ المفاوضات السياسية كأساس لأي تسوية شاملة في الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - لندن