نقل موقع «أكسيوس» الأمريكي عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يضغط من خلف الكواليس من أجل التوصل سريعاً إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مع إبرام اتفاقية تسمح بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس»، وذلك في أقرب وقت ممكن.
وفي تطور متزامن، أكد المسؤولون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لعقد لقاء في البيت الأبيض مع ترامب خلال الأسابيع المقبلة، وذلك للاحتفال بالعملية الجوية المشتركة التي استهدفت البرنامج النووي الإيراني والتي استمرت اثني عشر يوماً. وأوضح هؤلاء المسؤولون أن المناقشات الأولية جرت بين مستشاري نتنياهو ومسؤولين في البيت الأبيض، دون تحديد موعد نهائي بعد للزيارة.
أهمية اللقاء
يرى الطرفان أنها مناسبة لتوثيق الرواية المشتركة حول نجاح العملية ضد إيران، ولبحث الخطوات التالية في المنطقة، خصوصاً في ظل التحديات الإقليمية المتنامية. وقال أحد المسؤولين الإسرائيليين: «هناك اهتمام متبادل من الجانبين بتنظيم احتفال انتصار بعد نهاية الحرب مع إيران». وأضاف مسؤول آخر أن الزيارة قد تتم في الأسبوع الثاني من يوليو/تموز، فيما امتنع المتحدث باسم نتنياهو عن تأكيد أي خطط رسمية.
تأجيل جلسات المحاكمة
يأتي طلب نتنياهو للمحكمة الإسرائيلية بتأجيل جلسات محاكمته في قضية الفساد، الجارية منذ عام 2020، لمدة أسبوعين، بالتزامن مع التطورات الإقليمية. وكتب محامو رئيس الوزراء في مذكرتهم: «بعد انتهاء الحرب مع إيران، ونظراً للأحداث الإقليمية والدولية، يحتاج رئيس الوزراء لتكريس معظم وقته للسياسة الخارجية وقضايا الأمن الوطني، بما في ذلك الحرب في غزة وجهود تأمين إطلاق سراح الرهائن».
تدخل ترامب عبر تروث سوشيال
سبق ذلك بساعات فقط دعوة ترامب عبر منصة «تروث سوشيال» لإلغاء محاكمة نتنياهو أو منحه عفواً رئاسياً. واصفاً المحاكمة بأنها «مطاردة ساحرات» ضد رجل قدم الكثير لإسرائيل، ومشدداً على أنه «يستحق ما هو أفضل من هذا، وكذلك دولة إسرائيل». وقد أثار هذا التدخل غير المسبوق من رئيس أمريكي سابق جدلاً واسعاً، خصوصاً بعد أن واجه ترامب بدوره قضايا قانونية وعقوبات جنائية أثناء ولايته وبعدها.
ورد نتنياهو ووزراء من تحالفه على دعوة ترامب بالإشادة والتشجيع عبر بيانات رسمية ومنصات التواصل الاجتماعي.
أولويات إدارة ترامب المقبلة
وبحسب مصادر أكسيوس، فإن ترامب لا يكتفي بإنهاء «حرب إيران»، بل يوجه اهتمامه حالياً لإنهاء الحرب في غزة وتسريع مسار السلام العربي-الإسرائيلي. ونقل المصدر أن «ترامب يريد وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة وترتيب صفقة تبادل أسرى خلال أيام». كما أعلن مبعوث البيت الأبيض السابق ستيف ويتكوف في مقابلة مع قناة CNBC أن الإدارة تعمل على توسيع نطاق «اتفاقيات أبراهام»، متوقّعاً إعلان انضمام المزيد من الدول إليها في الفترة المقبلة.
يجسد هذا التطوّر المتسارع في العلاقات بين ترمب ونتنياهو استراتيجية مشتركة لتسويق الإنجازات العسكرية والدبلوماسية أمام قواعد داعميهما، وإرساء معالم ترتيب أمني إقليمي جديد يطلّ منهما كنقاط ارتكاز في الشرق الأوسط.