كشفت مصادر مطلعة لموقع "أكسيوس" الأميركي عن انعقاد اجتماع سري في البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، جمع مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وتركّز على تجاوز آخر العقبات التي تعرقل التوصل إلى اتفاق تهدئة شامل في قطاع غزة يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
الاجتماع، الذي لم يُعلن عنه مسبقًا، عُقد بحضور ستيف ويتكوف، مبعوث البيت الأبيض لشؤون غزة، وكبير مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر، إلى جانب مسؤول قطري رفيع، وذلك قبيل ساعات من اللقاء الثاني بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال 48 ساعة.
ووفقًا للمصادر، فقد تم التوصل إلى توافقات بشأن 3 من أصل 4 نقاط خلافية رئيسية، فيما بقي الخلاف الأساسي حول خطوط انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الهدنة المقترحة التي تمتد لـ60 يومًا.
خرائط الانسحاب تفجّر الخلاف
تمحور الجدل الرئيسي في الاجتماع السري حول خريطة إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي، إذ رفض الجانب القطري – الذي يلعب دور الوسيط مع حركة حماس – المقترح الإسرائيلي القائم على انسحاب جزئي ضيّق، اعتُبر أقرب إلى "خطة سموتريتش"، التي تدعو إلى بقاء طويل الأمد للجيش الإسرائيلي في أجزاء واسعة من القطاع.
وقد حذّر المسؤول القطري من أن حماس سترفض الخريطة الإسرائيلية الحالية، ما قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات بالكامل، مطالبًا واشنطن وتل أبيب بعدم تحميل بلاده مسؤولية ذلك. من جهته، أكد ويتكوف أن الخريطة المقترحة غير مقبولة لدى الإدارة الأميركية، وشدد على أن استمرار الاحتلال داخل غزة سيقوّض أي تقدم محتمل.
في المقابل، برّر ديرمر الموقف الإسرائيلي بالضغوط السياسية الداخلية التي يتعرض لها نتنياهو، وأوضح أن اتخاذ قرارات كهذه بحاجة إلى مصادقة من مجلس الوزراء الإسرائيلي، وليس بقرار فردي من نتنياهو.
انفراجة مفاجئة بخريطة جديدة
ورغم التوتر الذي طغى على الاجتماع، أفادت المصادر أن إسرائيل قدّمت لاحقًا خريطة منقّحة تتضمن انسحابًا أوسع لقواتها، ما اعتُبر تقدمًا كبيرًا في المسار التفاوضي ورفع منسوب التفاؤل بالتوصل لاتفاق شامل خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتتضمن بنود الاتفاق المقترح وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، يتم خلالها إطلاق سراح 18 أسيرًا حيًا من غزة، إلى جانب تسليم جثامين 10 أسرى آخرين قضوا خلال فترة الاحتجاز.
ويُتوقّع أن يُعقد لقاء ثالث محتمل بين ترامب ونتنياهو قبل مغادرة الأخير واشنطن مساء الخميس، بهدف تثبيت التفاهمات ومواصلة الدفع باتجاه إتمام الاتفاق.