كشفت مصادر إعلامية، عن موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على إدخال نحو 500 شاحنة يوميًا إلى قطاع غزة بدءًا من منتصف الأسبوع الجاري، في خطوة وُصفت بأنها تأتي في سياق تفاهمات أوروبية – إسرائيلية لتحسين الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.
وبحسب المصدر، فقد أبلغ الجانب المصري قيادة حركة حماس رسميًا بموافقة الاحتلال على فتح المعابر، بما فيها معبر رفح البري، من أجل السماح بدخول المساعدات والمواد الضرورية إلى القطاع. وتأتي هذه الخطوة عقب توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" نهاية الأسبوع الماضي، يقضي بتوسيع نطاق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، في ظل ضغوط أوروبية متزايدة لإنهاء الحصار المتواصل منذ أشهر.
وفي السياق ذاته، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أن الاتفاق مع الاحتلال يشمل فتح مزيد من المعابر وزيادة عدد الشاحنات اليومية المحملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية، إضافة إلى إصلاح البنية التحتية الحيوية، وتوفير الحماية لفرق الإغاثة داخل القطاع.
وأضافت كالاس أن الإجراءات المتفق عليها "بدأ تنفيذها أو ستُنفذ خلال الأيام المقبلة"، مشددة على ضرورة إيصال المساعدات بشكل مباشر إلى السكان، مع ضمان عدم وصولها إلى حركة "حماس"، بحسب تعبيرها. كما شمل الاتفاق إعادة فتح مسارات المساعدات من الأردن ومصر، وفتح نقاط عبور جديدة شمال وجنوب غزة.
ويأتي هذا التفاهم في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ مارس الماضي، تسبب في نقص حاد بالمواد الغذائية والطبية، وأدى إلى مجاعة خلّفت ضحايا، غالبيتهم من الأطفال.
ورغم إعادة الاحتلال فتح بعض المعابر خلال الأشهر الماضية، إلا أنه فرض آلية رقابة أميركية-إسرائيلية على توزيع المساعدات، عبر ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي تواجه اتهامات واسعة من جهات أممية بهندسة سياسة التجويع داخل القطاع، بعد أن تسببت في سقوط أكثر من 770 شهيدًا فلسطينيًا، استهدفهم جنود الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في نقاط توزيع محدودة.
يُذكر أن التحركات الأوروبية الأخيرة تأتي في محاولة للضغط على الاحتلال من أجل الحد من الكارثة الإنسانية في غزة، وسط مطالبات متزايدة بإنهاء الحصار وضمان وصول آمن ومستدام للمساعدات الإنسانية والطبية إلى المدنيين.