كشف مصدر مطّلع في حركة "حماس" عن تقدّم في مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة، مشيرًا إلى أن "مقاربات واقعية تُطرح حالياً"، إلا أن التوصل إلى اتفاق نهائي لا يزال مرهونًا بموقف الولايات المتحدة، القادرة - بحسب المصدر - على ممارسة ضغط فعلي على حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المصدر في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، أن الخرائط العسكرية الجديدة التي قدمتها إسرائيل مؤخراً، والتي تتضمن تراجعاً عن مخططات سابقة في منطقة "موراغ" جنوب قطاع غزة، تمثل "خطوة إيجابية" قد تهيئ المناخ السياسي نحو التفاهم، رغم بقاء العديد من التفاصيل والاشتراطات قيد التفاوض.
شروط حماس: وقف العدوان وتبادل أسرى وانسحاب كامل
وشدد المصدر على أن حركة حماس تسعى بجدية لوقف العدوان والإبادة الجماعية في قطاع غزة، وتدفع نحو اتفاق شامل يتضمن في مرحلته الأولى إطلاق سراح عشرة أسرى فلسطينيين ضمن صفقة تبادل، مؤكدًا أن أي اتفاق لن يتم دون انسحاب إسرائيلي واضح من كامل القطاع، بما في ذلك المناطق العازلة و"المدينة الإنسانية" المقترحة.
وساطات دولية ومباحثات مكثفة في الدوحة والقاهرة
تُجرى مفاوضات غير مباشرة منذ أكثر من أسبوع في العاصمة القطرية الدوحة، بمشاركة وسطاء من مصر وقطر والولايات المتحدة، وهي تهدف للتوصل إلى هدنة ثالثة بعد اتفاقي ديسمبر 2023 ويناير 2025.
وفي السياق ذاته، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن لقاءات مصرية - قطرية - إسرائيلية جرت في القاهرة مؤخراً، تم خلالها بحث ملفات إنسانية حيوية، منها إدخال المساعدات لغزة، وتأمين خروج المرضى وعودة العالقين، وسط إشارات إلى تحقيق تقدم جزئي في هذه المحاور.
المدينة الإنسانية وممر موراغ: أبرز خلافات الخرائط الجديدة
بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية، تركزت الخلافات في الفترة الماضية حول إصرار إسرائيل على إبقاء قواتها في مناطق حساسة، منها منطقة عازلة بعمق 3 كيلومترات على الحدود مع مصر جنوب رفح، وممر موراغ الذي يفصل مدينة رفح عن خان يونس.
وترى "حماس" أن هذه المناطق تلغي التواصل الجغرافي مع مصر، وتمهّد لعمليات تهجير قسري للفلسطينيين إلى ما يُسمى بـ"المدينة الإنسانية"، التي تستحوذ على نحو 40% من مساحة غزة، وهو ما اعتبرته الحركة "خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه".
جهود متواصلة لتذليل العقبات وإنهاء الحرب
وكان مدير المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ووفود من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في محاولة لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات أمام الوصول إلى اتفاق شامل.
ورغم التقدّم النسبي، فإن المفاوضات لا تزال تمر بمرحلة "حساسة ودقيقة"، وسط تخوفات من تعثّرها مجدداً في حال لم تبادر واشنطن بالضغط الكافي على إسرائيل، بحسب ما أكده مصدر "حماس".