هددت حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو بتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة لتشمل مناطق جديدة، في محاولة لزيادة الضغط على حركة حماس وإجبارها على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
وكشفت مصادر إسرائيلية أن حكومة نتنياهو تجري حوارًا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خطة مثيرة للجدل، وسط تحذيرات من أن أي تصعيد جديد سيؤدي إلى زيادة التنديد الدولي بسياسات الاحتلال التي تسببت في استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني، وفق بيانات محلية، إضافة إلى تفاقم المجاعة في غزة التي يقطنها نحو 2.1 مليون نسمة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الحكومة باتت ترى أن حماس "غير معنية بالتوصل إلى اتفاق"، وأن نتنياهو يدفع باتجاه الحسم العسكري بالتوازي مع إدخال مساعدات إنسانية إلى مناطق خارج نطاق القتال، وفي حدود الممكن، بعيدًا عن سيطرة حماس.
انهيار مفاوضات التهدئة وتصعيد ميداني محتمل
انهارت محادثات الهدنة لمدة 60 يومًا الشهر الماضي، بعدما سحبت الولايات المتحدة وإسرائيل وفديهما من الدوحة، واتهمتا حماس بزيادة مطالبها فيما يتعلق بسحب القوات الإسرائيلية وعدد الأسرى الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم.
ومنذ فشل المفاوضات، تبحث حكومة نتنياهو توسيع الهجوم العسكري ليشمل مدينة غزة والمنطقة الوسطى من القطاع، حيث تم تهجير غالبية السكان قسريًا. ويُسيطر جيش الاحتلال حاليًا على نحو 75% من مساحة غزة، معظمها مدمرة، فيما يُتوقع أن يؤدي أي هجوم جديد على المراكز السكانية المتبقية إلى كارثة إنسانية أكبر ونزوح مئات الآلاف مجددًا.
موقف أمريكي وتصريحات مثيرة للجدل
لم يُتخذ بعد قرار رسمي بشأن الخطوة المقبلة، ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الأمني المصغر يوم الثلاثاء. ويؤكد مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن الهدف لم يعد مجرد هدنة مؤقتة، بل التوصل إلى اتفاق شامل يضمن الإفراج عن جميع الأسرى ونزع سلاح حماس.
المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، قال خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي إن الهدف أصبح "صفقة الكل أو لا شيء"، في إشارة إلى الإفراج عن جميع الأسرى الباقين، والبالغ عددهم نحو 50 أسيرًا، بينهم 20 يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
صدمة من صور الأسرى ورسائل متبادلة
أثار نشر حماس والجهاد الإسلامي مقاطع مصورة لأسيرين إسرائيليين يعانيان من الجوع الشديد، صدمة في الشارع الإسرائيلي، حيث شبّه نتنياهو المشاهد بما ارتكبه النازيون بحق اليهود في المحرقة.
وقالت حماس إن الأسرى "يأكلون مما نأكل"، وأرفقت الفيديو بصور لأطفال فلسطينيين جائعين في غزة، فيما اعتبر ذوو الأسرى أن حياة أبنائهم في خطر داهم وطالبوا الحكومة بقبول صفقة شاملة تنهي الحرب وتعيدهم إلى بيوتهم.
قلق على حياة الأسرى وتحذيرات من التصعيد
عبر أهالي الأسرى عن قلقهم العميق من تقارير تفيد باحتمال توسيع نطاق المعارك في غزة، مؤكدين أن أي تصعيد جديد سيعرض حياة الأسرى للخطر ويقضي على فرص إعادتهم أحياء.