الحرب على غزة: الاحتلال يكثّف الغارات على مدينة غزة وعشرات الآلاف بدون مأوى

أبراج غزة

تتواصل حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وسط تصعيد عسكري واسع، حيث تكثّفت الغارات على الأحياء السكنية ومناطق تجمع النازحين في مدينة غزة بشكل خاص. وأسفر القصف المتواصل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية مع نزوح عشرات الآلاف من المدنيين وفقدانهم لمنازلهم.

دمار واسع وتشريد الآلاف

وفق إحصاءات محلية، دمّر الاحتلال 12 بناية سكنية شاهقة يزيد ارتفاعها عن 7 طوابق، تضم نحو 500 شقة، ما أدى إلى نزوح أكثر من 10 آلاف شخص. كما استهدف أكثر من 120 بناية متوسطة بمتوسط 3 طوابق لكل منها، أدت إلى تشريد ما يزيد عن 7,200 شخص إضافي. ونتيجة القصف الجزئي الذي طال أكثر من 500 بناية، حُرم ما يقارب 30 ألف مواطن من مأواهم.

ولم يسلم النازحون الذين لجأوا إلى الخيام والمدارس من الاستهداف، إذ دمّر الاحتلال أكثر من 600 خيمة كانت تؤوي نازحين، مخلّفاً ما لا يقل عن 6 آلاف مشرد جديد. كما تعرضت 10 مدارس و5 مساجد للتدمير الكامل.

حصيلة متجددة للشهداء

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 25 شهيداً ارتقوا الجمعة بنيران الاحتلال، بينهم 21 في مدينة غزة وشمال القطاع، فيما استشهد 14 مواطناً آخرون وأصيب العشرات جراء قصف منزل في منطقة التوام شمالي غزة. كما سقط 4 شهداء في قصف استهدف حي الشيخ رضوان، وشهيد آخر قرب مركز مساعدات شمالي رفح.

في مدينة خانيونس، أفاد مجمع ناصر الطبي بارتقاء شهيد جديد، فيما واصلت طواقم الإسعاف انتشال شهداء ومصابين من مواقع الاستهداف في معسكر الشاطئ وأرض الشنطي، حيث سقط شهيدان وأصيب 4 آخرون إثر قصف خيمة قرب مسجد السوسي.

أزمة إنسانية متفاقمة

وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حذّرت من أن المدنيين في غزة "عالقون بلا مكان آمن يلجؤون إليه"، مؤكدة أن العائلات تواجه ظروفاً قاسية في ظل انعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد. وشددت الوكالة على ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قبل فوات الأوان.

انعكاسات إقليمية ودولية

يأتي هذا التصعيد في وقت عقد فيه مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة مساء الخميس لمناقشة العدوان الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، والذي استهدف قيادات من حركة "حماس"، وأثار موجة إدانات واسعة إقليمياً ودولياً. وأكدت عدة دول أن هذه الاعتداءات تمثل تهديداً مباشراً للسلم والأمن الدوليين.

مشهد يتجه نحو الكارثة

مع تصاعد وتيرة القصف واتساع رقعة الدمار، يجد عشرات الآلاف من النازحين أنفسهم في مواجهة مأساة إنسانية متفاقمة، وسط غياب أي أفق لوقف إطلاق النار أو حلول عاجلة للأزمة. وبحسب منظمات الإغاثة، فإن الوضع في غزة ينذر بكارثة غير مسبوقة إذا استمرت العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات الإنسانية الحيوية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة