شنّ أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، هجومًا حادًا على إسرائيل، عقب استهدافها الغادر للعاصمة القطرية الدوحة، في قصف طال مبنى سكنيًا كانت تقيم فيه عائلات من قادة حركة "حماس" ووفدها المفاوض.
وقال الأمير، في خطاب متلفز مساء الاثنين، إن "مواطنينا فوجئوا وصُدم العالم كله من هذا العمل الإرهابي الجبان"، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي على غزة "تحول إلى حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان تستهدف الإنسان الفلسطيني ووجوده على أرضه".
الوساطة القطرية واستهداف المفاوضين
وكشف الأمير أن الدوحة كانت تستضيف في ذلك الوقت وفودًا من حماس وإسرائيل، وأن وساطتها "أنجزت بالفعل صفقات لتحرير رهائن إسرائيليين وأسرى فلسطينيين". وأوضح أنه عندما وقع الاعتداء، كانت قيادة حماس تدرس مقترحًا أمريكيًا تسلمته قطر ومصر.
وأضاف: "موقع اجتماع قادة حماس لبحث الورقة الأمريكية كان معروفًا للجميع، فكيف تدّعي إسرائيل أنها تريد التفاوض، بينما تعمل على اغتيال الطرف المفاوض؟". واعتبر أن "استهداف الوفد التفاوضي عمل ممنهج لإفشال المفاوضات".
مخططات إسرائيل: من غزة إلى سوريا
وأكد أمير قطر أن إسرائيل تسعى إلى جعل غزة "غير صالحة للعيش تمهيدًا لتهجير سكانها قسرًا"، وأنها تعتقد بأنها تضع العرب أمام "وقائع جديدة في كل مرة"، مشددًا أن هذا "وهم خطير" يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لفرضه.
وأشار إلى أن "إسرائيل تعمل على تقسيم سوريا وتوسيع نفوذها الإقليمي"، لافتًا إلى أن "نتنياهو يحلم أن تصبح المنطقة العربية منطقة نفوذ إسرائيلية، لكن هذه المخططات لن تمر".
السلام العربي المهدور
وتابع الأمير: "لو قبلت إسرائيل مبادرة السلام العربية منذ البداية، لوفرت على المنطقة ما لا يُحصى من المآسي والكوارث". لكنه اعتبر أن حكومة نتنياهو المتطرفة تمارس "سياسات إرهابية عنصرية" في آن واحد، وتُصرّ على نسف أي جهود لتحقيق السلام العادل.
موقف قطر: الدفاع عن السيادة
واختتم أمير قطر خطابه بالتأكيد على أن بلاده "عازمة على فعل كل ما يلزم للحفاظ على سيادتها، ومواجهة العدوان الإسرائيلي"، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووضع حدّ لانتهاكات الاحتلال المستمرة.