قالت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إنّ التطورات السياسية الأخيرة، وفي مقدمتها ما يُعرف بـ«خطة ترامب» لوقف إطلاق النار في غزة، تكشف «انحيازًا أميركيًا مطلقًا لإسرائيل» في ظل استمرار ما تصفه بـ«جرائم الإبادة الجماعية» ضد الفلسطينيين.
وأوضحت الشبكة، في بيان، أنّها ترحّب بأي جهد يفضي إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ينهي الإبادة المستمرة في قطاع غزة، لكنها حذّرت من أنّ الصيغة الحالية للخطة الأميركية «تبنٍّ كامل للرواية والمشروع الإسرائيليين»، معتبرةً أنها تعكس «نجاح نتنياهو في تعديل الخطة المتّفق عليها مع دول عربية وإسلامية لتتلاءم مع المطالب الإسرائيلية بالكامل». ووفق البيان، فإن الخطة «لا توفّر ضمانات لإنهاء الإبادة أو المشروع الاستعماري الاستيطاني»، بل تمثّل «إعادة انتشار لقوات الاحتلال وإعادة ترتيب لآليات القتل والتدمير» بما يفضي إلى «إدامة السيطرة الإسرائيلية على غزة لسنوات».
وأضافت الشبكة أنّ فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية في مقترحات الخطة «يمزّق النسيج الجغرافي والسياسي للشعب الفلسطيني»، من دون تقديم ضمانات حقيقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس أو لوقف آلة الإبادة. واعتبرت أنّ التهديد باستمرار الإبادة والتهجير في حال رفض الخطة هو «ابتزاز سياسي لشعبٍ يرزح تحت الاحتلال»، داعيةً القوى والائتلافات الفلسطينية إلى وحدة وطنية و«ردّ موحّد يوازي حجم المخاطر»، بما يضمن وقف القتل اليومي وصون حق الفلسطينيين في الحرية والعودة والاستقلال.
وشدّدت الشبكة على أنّ المسؤولية الأساسية للمجتمع الدولي، لا سيما الدول ذات التأثير، هي تفكيك منظومة الاستعمار والإبادة ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، لا إدارة هذه المنظومة أو إعادة تغليفها. كما دعت إلى حماية الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها حق اللاجئين في العودة وحق تقرير المصير.
وفي سياق البحث عن آلية مساءلة دولية فاعلة، اعتبرت الشبكة أنّ مبادرة كولومبيا المطروحة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن قرار «متحدون من أجل السلام» «الإطار الأكثر جدوى» لإلزام حكومة إسرائيل وحلفائها بالاتّساق مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ووضع حد للإفلات من العقاب وضمان حماية المدنيين. وختمت بالدعوة إلى رفض أي مشاريع تعيد تدوير الاحتلال، وحثّ الدول والقوى الحيّة على دعم مسار قانوني وسياسي يكفل الحقوق الوطنية الفلسطينية ويعكس الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
