حذّرت إسرائيل، الأربعاء، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنّ اتفاق غزة لن ينتقل إلى المرحلة التالية ما لم تُظهر حماس جهدًا أكبر في استعادة جثامين الرهائن القتلى، وفق ما نقلته “Axios” عن مسؤولين إسرائيليين اثنين ومسؤول أميركي. وينصّ الاتفاق على أن تبذل حماس “الجهد الأقصى” لإعادة جثامين 28 رهينة متوفّين، من بينهم أميركيان، وتؤكد إسرائيل أنّ الحركة لا تلتزم بهذه البنود حتى الآن.
وخلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة تلافى الطرفان أزمة فورية بعدما أعادت حماس جثامين ثلاثة رهائن يوم الثلاثاء واثنين يوم الأربعاء، ليرتفع الإجمالي إلى تسعة من أصل 28. وفي أعقاب ذلك تراجعت إسرائيل عن تهديداتٍ بخفض عدد شاحنات المساعدات إلى النصف وإبقاء معبر الحدود بين مصر وغزة مغلقًا. لكن حماس قالت إن لا بقايا إضافية لديها حاليًا، وإنّ استخراج مزيد من الجثامين يتطلّب “جهودًا ومعدات خاصة”. في المقابل يقرّ مسؤولون إسرائيليون بأنّ العثور على عددٍ محدود من الجثامين سيكون صعبًا، لكنهم يزعمون أن بين 15 و20 جثمانًا يمكن إعادتها بسرعة.
وتسعى الولايات المتحدة لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، بما يشمل قضايا حسّاسة مثل من سيحكم غزة وترتيبات الأمن فيها، غير أنّ مسؤولين إسرائيليين يحذّرون من صعوبة الانتقال دون تقدّم في ملف الجثامين. وفي الكواليس تحدّث وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع مبعوثي ترامب ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر واتّهم حماس بـ“إبطاء” وتيرة التسليم. وقال مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل زوّدت واشنطن بمعلومات استخباراتية جديدة تُظهر، بحسب زعمها، أن لدى حماس قدرة وصول إلى جثامين أكثر مما تعلن. وصرّح مسؤول إسرائيلي رفيع: “لا نرى حماس تبذل الجهد الأقصى بشأن الجثامين. نعرف أنّ بوسعهم فعل المزيد ولا ينبغي منحهم أيّ تخفيضات”.
وبين السطور تبدي دوائر أميركية وإسرائيلية قريبة من العملية قلقًا من أن يستغلّ عناصر داخل حكومة بنيامين نتنياهو—خصوصًا بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير—قضية جثامين الرهائن لتقويض الاتفاق الذي يعارضونه والدفع نحو استئناف الحرب. في المقابل قال مسؤول أميركي لـ“Axios”: “ستُعيد حماس كل الجثامين، لكن الأمر سيستغرق وقتًا. سنواصل العمل على ذلك، لكن لا يمكن السماح بانهيار الصفقة”.
وتؤكد إسرائيل للإدارة الأميركية التزامها بالمضي نحو المرحلة الثانية من الاتفاق التي تقضي—وفق رواية المسؤولين الإسرائيليين—بـنزع سلاح حماس وتخلّيها عن السلطة مقابل توسيع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، مع التشديد على أنّ وتيرة الانتقال ستكون أسرع كلّما تسارعت إعادة الجثامين. وتُجمع التقديرات على أنّ التفاوض حول هذه المرحلة سيكون شديد الصعوبة، خصوصًا في ما يتعلّق بـنزع السلاح، فيما قال الرئيس ترامب إنّ رفض حماس التخلي عن السلاح قد يُواجَه بالقوة وقد يقود حتى إلى استئناف الحرب.
