غزة: ما يصل من مساعدات «نقطة في بحر» الجوع والاحتياجات

تتباين بشدة التقديرات بشأن حجم المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى؛ ففيما نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن أرقام إسرائيلية قُدمت للوسطاء أن 1666 شاحنة دخلت خلال اليومين الماضيين فقط (منها 950 الخميس و716 الأربعاء)، من جهته أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إجمالي ما دخل منذ 10 الجاري لم يتجاوز 653 شاحنة حتى مساء الأربعاء—أي بمتوسط يقارب 108 شاحنات يوميًا، وهو أقل بكثير من السقف المتفق عليه وهو 600 شاحنة يوميًا.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي أنّ التدفقات “ما تزال محدودة جدًا وتشكل نقطة في بحر الاحتياجات”، موضحةً أن ما وصل “لا يلبّي الحد الأدنى من المتطلبات الإنسانية والمعيشية لأكثر من 2.4 مليون إنسان في القطاع”. وأكدت الحاجة إلى تدفّق مستمر لـ600 شاحنة يوميًا تشمل الوقود وغاز الطهي والمواد الإغاثية والطبية على نحو عاجل ومنتظم.

وبحسب تفصيلات سابقة للمكتب الحكومي، دخلت 173 شاحنة يوم الأحد الذي أعقب سريان الاتفاق، فيما لم تدخل أي شاحنات يومي الاثنين والثلاثاء، قبل أن تُسمح إسرائيل بمرور 480 شاحنة يوم الأربعاء. وحتى مساء الجمعة، لم تصدر إحصائية رسمية محيّنة عن يومي الخميس والجمعة، على أن تُعلن السبت.

أمميًا، دعت الأمم المتحدة ووكالاتها إلى فتح كل المعابر والسماح بتدفق غير محدود للمساعدات، مشددةً على أن مكافحة شبح المجاعة ستستغرق وقتًا ما دامت القيود قائمة ويُمنع دخول المعدات الثقيلة اللازمة لعمليات الإغاثة وإزالة الركام. وفي هذا السياق، جدّد المفوض العام لـ“أونروا” فيليب لازاريني التأكيد أن تدفق المساعدات يجب ألا يُقيد أمام الوكالة والمنظمات الدولية.

ويعقّد المشهدَ على الأرض واقعُ المعابر؛ إذ تسيطر إسرائيل منذ مايو/أيار 2024 على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بعدما دُمّرت مبانيه وأُحرقت، فيما يشير المسؤولون في غزة إلى أن الإغلاق الشامل للمعابر منذ 2 مارس/آذار حرم القطاع من الغذاء والدواء ومعظم مستلزمات الحياة، وترك شرائح واسعة رهينة عوزٍ متزايد رغم الحديث عن اتفاقٍ لوقف النار. وبين أرقام متضاربة ومطالب متصاعدة، يظلّ مفتاحُ الإغاثة مرهونًا بفتحٍ فعليّ ومستدام للمعابر، وكمياتٍ تتناسب مع احتياجٍ يتضخم يومًا بعد يوم.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة