أزمة الدواء تتفاقم في غزة: 350 ألف مريض بلا علاجات كافية… و«الأونروا» تطلق فحوصًا مدرسية شاملة في الوسطى والجنوب

photo_2025-10-29_10-36-31.jpg

أكّد مدير عام مجمّع الشفاء الطبي، د. محمد أبو سلّمية، أنّ النظام الصحي في قطاع غزة يواجه تحديات كبيرة منذ وقف الحرب، موضحًا أنّ القطاع لم يتلقَّ سوى نحو 10% من احتياجاته الطبية الأساسية، وأنّ منع الاحتلال دخول الأدوية يتسبب يوميًّا بفقدان مزيد من المرضى، وسط مخاوف متصاعدة من انتشار الفيروسات والأمراض المعدية بسبب نقص الإمدادات.

وأوضح أبو سلّمية أنّ نحو 350 ألف مريض يحتاجون إلى أدوية لعلاج أمراض مزمنة، في وقتٍ ترتفع فيه معدلات الإصابة بالربو جراء تراكم الركام الناجم عن الحرب. كما كشف عن وجود 22 ألف مريض بحاجة للعلاج خارج غزة، بينهم 18 ألفًا أتمّوا كل التجهيزات اللازمة للسفر، غير أنّ الحصار وإغلاق المعابر يعطّلان رحلاتهم العلاجية، لافتًا إلى وفاة ألف مريض نتيجة الحصار وإغلاق المعابر. وختم بالإشارة إلى أنّ إدارة مجمّع الشفاء تعمل على وضع خطط لإعادة تشغيل القطاع الصحي وتلبية احتياجات المرضى في أسرع وقت ممكن.

في موازاة ذلك، أعلنت إدارة الصحة المدرسية في وكالة الأونروا بقطاع غزة إطلاق خدمات فحص طبي شامل لطلبة المدارس في محافظات الوسطى والجنوب، ضمن جهودها للحفاظ على صحة التلاميذ وسلامتهم. وتشمل حزمة الخدمات فحوصًا متكاملة وإجراءات وقائية، من بينها التطعيمات المقررة، وفحوص النظر والتواصل والنطق، ومتابعة الحالات المرضية المزمنة.

تفاصيل تقديم الخدمات حسب المناطق:

المنطقة الوسطى – عيادة النصيرات:
لطلبة الصف الأول (مواليد يناير 2019، و2018، و2017): فحص شامل يتضمن التطعيمات الأساسية، وفحص النظر، وفحوص التواصل والنطق، ومتابعة الأمراض المزمنة. ولطلبة الصف التاسع (مواليد 2011، 2010، 2009): تقديم التطعيمات المقررة للصف التاسع.

منطقة دير البلح: 
لطلبة الصف الأول (مواليد يناير 2019 وما قبل): فحص شامل بالتطعيمات الأساسية وفحوص التواصل والنطق والمتابعة المزمنة. وللصف التاسع (مواليد 2011 وما قبل): التطعيمات المقررة.

الجنوب – عيادة المواصي/خانيونس: الأيام: الاثنين والخميس. الوقت: من 8:00 صباحًا حتى 12:00 ظهرًا.
الخدمات: فحص شامل لطلبة الصف الأول (مواليد يناير 2019 وما قبل)، وتقديم تطعيمات الصف التاسع، ومتابعة الحالات المزمنة، إلى جانب فحوص النطق والتواصل.

منطقة غزة: سيُعلَن لاحقًا عن موعد ومكان تقديم الخدمات عند البدء.

وشدّدت «الأونروا» على أهمية حضور الطلبة إلى العيادات المحددة لما لذلك من أثر مباشر في الاطمئنان على الصحة العامة والوقاية من الأمراض، وتلقي التطعيمات في مواعيدها، ومتابعة الحالات التي تحتاج إلى تدخل مبكر، فضلًا عن تعزيز قدرات التعلّم عبر فحوص النظر والنطق.

وتكشف هذه المعطيات عن صورة مزدوجة للأزمة الصحية في غزة: ضغطٌ خانق على المرضى والمنشآت بسبب نقص الأدوية والمستلزمات ومنع التحويلات، يقابله تحرّك وقائي محدود في المدارس تسعى عبره «الأونروا» إلى التقليل من الآثار الصحية على الأطفال، بانتظار انفراجٍ يسمح بإعادة تشغيل المرافق واستعادة الحد الأدنى من الخدمات العلاجية الأساسية للمرضى المزمنين والطارئين على حدّ سواء.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة