غارات على رفح وخانيونس وخروقات متواصلة لوقف إطلاق النار وسط أزمة إنسانية في غزة

يواصل الفلسطينيون النازحون حياتهم اليومية في ظل ظروف صعبة داخل خيام النزوح المنتشرة وسط الدمار في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، في 9 ديسمبر/كانون الأول 2025. تصوير: عمر أشتوي

واصل الجيش الإسرائيلي، الإثنين، خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر غارات جوية وهجمات برية وبحرية وعمليات نسف لمنازل، ما أسفر عن سقوط شهداء ومصابين وفق ما أفادت به مصادر محلية، وذلك بالتزامن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل أحوال جوية صعبة أثّرت على خيام النازحين المتهالكة.

وقالت المصادر إن الطائرات الإسرائيلية شنّت سلسلة غارات استهدفت مدينة رفح جنوبي القطاع، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من آليات عسكرية متمركزة شمالي المدينة، الأمر الذي تسبب بحالة توتر شديد في المنطقة.

وفي تطور ميداني متصل، أفادت مصادر محلية بإطلاق نار مكثف من الزوارق الحربية الإسرائيلية قبالة شاطئ بحر السودانية شمال غربي مدينة غزة، ترافقت مع إطلاق عدد من القذائف الصوتية، وسط تحليق واستنفار بحري ملحوظ. وأضافت أن الزوارق واصلت إطلاق النار باتجاه سواحل القطاع، ما يضاعف المخاطر على الصيادين والمناطق الساحلية.

وفي جنوب القطاع، أشارت المعطيات الميدانية إلى أن الطيران الإسرائيلي أطلق نيرانه باتجاه مناطق تقع وراء “الخط الأصفر” شرق مدينة خانيونس، في إطار تصعيد مستمر تشهده المنطقة.

واتهمت مصادر فلسطينية إسرائيل بمواصلة خرق الاتفاق عبر الغارات المتكررة، وبـ”تغيير النقاط المتفق عليها” لخط الانسحاب المعروف بـ”الخط الأصفر”، إلى جانب الاستمرار في تقييد دخول المساعدات الإنسانية الحيوية لسكان غزة.

سياسياً، دعت حركة حماس إلى “الالتزام الكامل” باتفاق وقف إطلاق النار، وأدانت الخروقات الإسرائيلية، مطالبة الوسطاء والدول الضامنة بالتدخل لوقف ما وصفته بمحاولات تقويض الاتفاق وإفشاله.

في المقابل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو ما تزال تعارض الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار رغم الضغوط الأميركية، بينما تؤكد حماس التزامها بالاتفاق. ونقلت هيئة البث الرسمية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن تطبيق المرحلة الثانية “لا يزال بعيد المنال”، مشيراً إلى عدم موافقة أي دولة حتى الآن على الانضمام إلى “قوة الاستقرار الدولية” التي يُفترض نشرها في غزة وفق الاتفاق.

وأضاف المصدر أن إسرائيل تتابع أيضاً التطورات المتعلقة بالبحث عن جثة الأسير ران غويلي، بوصفها “آخر جثة” تطالب باستعادتها من القطاع.

ووفقاً للمعلومات الواردة في النص، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بعد حرب استمرت عامين وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص وتدمير معظم البنى التحتية المدنية في غزة.

وفي سياق التصعيد نفسه، أفيد بأن الجيش الإسرائيلي فجّر صباح الإثنين مدرعة مفخخة شمال شرقي مخيم البريج وسط القطاع، فيما أطلق الطيران المروحي نيرانه شرقي مدينة خانيونس، ضمن تطورات ميدانية متواصلة في المناطق الجنوبية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - قطاع غزة