المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر مع منع دخول إمدادات الطوارئ

شُيّع الفلسطينيون جثامين عدد من الضحايا الذين سقطوا جراء انهيار مبانٍ متداعية بفعل الأمطار الغزيرة في مدينة غزة.تصوير: عمر أشتوي

قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة  12 ديسمبر/كانون الأول 2025 إن مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة معرضون لاحتمال غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة في ظل منع دخول المواد المستخدمة في بناء أماكن الإيواء والأكياس التي يمكن ملؤها بالرمل من دخول القطاع.

وذكر مسؤولون في وزارة الصحة بقطاع غزة أن الأمطار الغزيرة اجتاحت القطاع أمس الخميس، مما أدى إلى غرق خيام تؤوي عائلات شردتها الحرب التي استمرت عامين، ووفاة رضيعة بسبب تعرضها للبرد القارس.

وأعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة في حصيلة أولية عن ارتفاع عدد الضحايا إلى (14) شهيداً بينهم أطفال ونساء، بفعل تأثيرات المنخفض الجوي العميق الذي يضرب قطاع غزة منذ الأربعاء، وجراء انهيارات كلية وجزئية لمنازل ومباني على رؤوس ساكنيها.

وقالت المنظمة إن ما يقرب من 795 ألف نازح معرضون للمخاطر المحتملة جراء السيول في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض حيث تعيش العائلات في ملاجئ غير آمنة. وأضافت المنظمة أن عدم توافر صرف صحي أو إدارة للنفايات يزيد من احتمالات تفشي الأمراض.

 أب من غزة يقول “مضلش لا أكلنا ولا شربنا” قالت المنظمة الدولية للهجرة إن المواد اللازمة للمساعدة في دعم أماكن الإيواء مثل الأخشاب والخشب الرقائقي (الأبلكاش) وكذلك أكياس الرمل ومضخات رفع المياه تأخر وصولها لغزة وسط استمرار فرض القيود.

وتقول إسرائيل إنها تفي بالتزاماتها وتتهم المنظمات بعدم الكفاءة وبالفشل في منع سرقة حماس للمساعدات، وهو ما تنفيه الحركة. ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق بعد من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي ذراع الجيش الإسرائيلي التي تشرف على الشؤون الإنسانية وتدفق المساعدات.

وفي مخيم للنازحين في النصيرات، وسط قطاع غزة، غمرت المياه الخيام، مما أدى إلى بلل المراتب والأحذية والملابس. وحاول يوسف طوطح (50 عاما) إخراج المياه باستخدام دلو، لكنه لم يجد مكانا لتصريف المياه وبدا أن محاولاته لا تحقق نجاحا يذكر.

وقال “طول الليل أنا والولاد على رجلينا.. إذا أنا اللي كبير مش متحمل كيف الأطفال ها دي؟”.

وتجمعت أسرته حول نار صغيرة على أرض رملية قرب الخيمة، إذ أصبح طهي الطعام حتى تحديا، قال وهو يجر مرتبة مبتلة “حتى أكلنا وشربنا إللي احنا بيستغيثونا فيه مضلش.. مضلش لا أكلنا ولا شربنا”.

 المنظمة الدولية للهجرة: الإمدادات غير كافية لمواجهة الفيضانات

وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الإمدادات التي سبق إرسالها إلى غزة، ومنها الخيام المقاومة للماء والبطانيات الحرارية والأغطية البلاستيكية، لم تكن كافية لمواجهة السيول.

وقالت إيمي بوب مديرة المنظمة “منذ وصول العاصفة أمس، تحاول العائلات حماية أطفالها بكل ما لديها”.

وصمد وقف إطلاق النار بشكل عام منذ أكتوبر تشرين الأول، لكن الحرب دمرت جزءا كبيرا من البنية التحتية في غزة، إضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية. وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة ومسؤولون فلسطينيون أن هناك حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل لنحو 1.5 مليون نازح لا يزالون في القطاع.

أعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من أربعة آلاف شخص يعيشون في ما وصفته بمناطق ساحلية عالية الخطورة، وأن ألف شخص منهم يتأثرون بشكل مباشر بالأمواج العاتية القادمة من البحر.

وحذرت المنظمة من المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث. وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “تلجأ آلاف العائلات إلى هذه المناطق الساحلية المنخفضة المليئة بالحطام، والتي تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي والحواجز الوقائية، وتنتشر فيها أكوام القمامة على طول الطرق”.

 

   

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رويترز