الحية يؤكد اغتيال سعد: سلاح المقاومة “حق مشروع” ودور القوات الدولية في غزة يقتصر على حفظ وقف إطلاق النار

خليل الحية.webp

طالب السلطة بإعادة الاعتبار “للحياة السياسية الفلسطينية عبر صندوق الانتخابات”

أكد خليل الحية رئيس حركة المقاومة "حماس" في قطاع غزة يوم الأحد 14ديسمبر/كانون الأول 2025 اغتيال القيادي الكبير رائد سعد خلال غارة إسرائيلية.

 وقال الجيش الإسرائيلي أمس السبت إنه قتل سعد في غارة على سيارة بمدينة غزة، ووصفه بأنه أحد مدبري هجمات السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

واستشهد خمسة  فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت عصر أمس مركبة غرب مدينة غزة.

 وقال الحية، إن مهمة القوات الدولية ومجلس السلام المزمع تشكيله في غزة تقتصر على رعاية وحفظ اتفاق وقف إطلاق النار والإشراف على إعادة إعمار القطاع، دون أي تدخل في الشؤون الداخلية.

وجدد الحية في كلمة مصور للحية، بمناسبة ذكرى تأسيس الحركة الـ38، والذي يوافق 14 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1987، التأكيد على موقف حركته “الرافض لكل مظاهر الوصاية والانتداب على الفلسطينيين”، مشددا على ما “تم التوافق عليه مع الفصائل الفلسطينية من القضايا الواردة في رؤية الرئيس ترامب لوقف الحرب”.

وأضاف: “مهمة مجلس السلام، هي رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتمويل والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة”.

بينما أشار إلى أن مهمة “القوات الدولية” يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 1948، دون أن يكون لها أي مهام “داخل القطاع أو التدخل في شؤونه الداخلية”.

ودعا الحية في هذا الإطار، إلى تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة القطاع مكونة من مستقلين فلسطينيين، مؤكدة جاهزيتها لتسليم كافة الأعمال في كل المجالات وتسهيل مهامها.

وفي 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية مشروع قرار أمريكي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، يأذن بإنشاء قوة دولية مؤقتة حتى نهاية عام 2027.

وبحسب القرار، ستدار غزة عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية، تعمل تحت إشراف “مجلس سلام” تنفيذي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقا لخطته.

وتعقيبا على مقترحات نزع سلاح الحركة، قال الحية إن المقاومة وسلاحها “حق مشروع كفلته القوانين الدولية لكل الشعوب تحت الاحتلال ومرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية”.

وتابع بهذا الصدد، أن حركته منفتحة “لدراسة أية مقترحات تحافظ على هذا الحق مع ضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتقرير المصير لشعبنا الفلسطيني”.

ولفت الحية إلى أن حركته اعتمدت عدة أولويات خلال المرحلة القادمة، منها الاستمرار في خطوات وقف الحرب واستكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشري الأول الماضي.

وتابع أن ذلك يشمل “إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية، وفتح معبر رفح في الاتجاهين”.

إضافة إلى ذلك، قال الحية من ضمن الأولويات أيضا “دخول المرحلة الثانية من أجل تحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال (من القطاع)، والبدء في مشاريع الإعمار”.

وفي كلمته، شدد الحية على أهمية “العمل المشترك مع القوى والفصائل الفلسطينية لتحقيق الوحدة الوطنية وبناء مرجعية وطنية جامعة، تسعى من أجل استعادة حقوقه وخاصة حق تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.

ودعا حركة فتح والسلطة الفلسطينية للتوافق على “برنامج عمل وطني مشترك، والعمل لإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية والمشروع الوطني وإعادة بنائها وفقا للتفاهمات السابقة، إضافة لتفعيل برنامج الصمود والمقاومة الشاملة بكافة أشكالها وفق الإمكانات المتاحة في الساحات المختلفة”.

كما طالب السلطة بإعادة الاعتبار “للحياة السياسية الفلسطينية عبر صندوق الانتخابات”.

ومنذ صيف 2007، تعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا، إذ سيطرت حركة “حماس” على قطاع غزة، في حين تُدار الضفة الغربية من جانب حكومة شكلتها حركة “فتح”، بزعامة الرئيس محمود عباس.

وفي السياق، اعتبر الحية قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل “أولوية لدى الحركة وفصائل المقاومة”، لافتا إلى العمل “على تحسين حياتهم الإنسانية وإنهاء السلوك (الإسرائيلي) الإجرامي بحقهم، على طريق تحريرهم الكامل”.

وناشد الحية بضرورة “ملاحقة الاحتلال قانونيا وعزله سياسيا، ومحاكمة قادته أمام المحاكم الدولية لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني”.

وفي 8 أكتوبر 2023، بدأت إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة استمرت لعامين، وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد عن 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الدوحة