نتنياهو: أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس ترامب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ).webp

نتنياهو في رسالة تحذير إلى إردوغان دون تسميته :"إلى أولئك الذين يحلمون بإقامة إمبراطوريات والسيطرة على أراضينا، أقول: انسوا ذلك. هذا لن يحدث. لا تفكروا حتى بالأمر".

قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين 22 ديسمبر/كانون الأول 2025، إن إسرائيل على علم بأن إيران تجري "تدريبات" في الآونة الأخيرة، مضيفا أن أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية. وفقاً لوكالة "رويترز"

إلى ذلك أعلن نتنياهو بأن إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الأمني ​​مع اليونان وقبرص.

وجاءت تعليقات نتنياهو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس في القدس.

وقال نتنياهو أيضا إن الدول الثلاث تعتزم المضي قدما في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو مبادرة لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط بحرا وبرا.

ووجّه نتنياهو رسالة تحذير مباشرة، دون تسمية، إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، قائلًا: "إلى أولئك الذين يحلمون بإقامة إمبراطوريات والسيطرة على أراضينا، أقول: انسوا ذلك. هذا لن يحدث. لا تفكروا حتى بالأمر".

وأضاف: "نحن ملتزمون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا، وهذا التعاون يعزّز قدراتنا. معًا، كديمقراطيات في شرق البحر المتوسط، سنعزّز الأمن والازدهار والحرية".

وقال الرئيس القبرصي إن بلاده وإسرائيل واليونان، شددت على أهمية اندماج الدول الثلاث في المنظومة الإقليمية بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وأضاف خريستودوليديس في المؤتمر الصحفي المشترك، "شدّدنا على قيمة اندماج الدول الثلاث إلى جانب الولايات المتحدة".

وأضاف: "ناقشنا قضايا الدفاع والتعاون الأمني، ويمكننا القيام بالكثير أكثر وتحقيق إنجازات كبيرة في مجالات مكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وأمن الطاقة، مع دعم استقرار المنطقة".

ويأتي تنظيم القمة في ظل سياق إقليمي أوسع يتّسم بتوترات في شرق البحر المتوسط، بما في ذلك العلاقة مع تركيا.

وفي وقت سابق اليوم، التقى نتنياهو بميتسوتاكيس، في إطار "القمة السياسية الثلاثية" التي تضم إسرائيل واليونان وقبرص، والتي يستضيفها نتنياهو.

وجاء في بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن نتنياهو وميتسوتاكيس عقدا في البداية اجتماعًا ثنائيًا مغلقًا.

وتلا ذلك اجتماع موسّع بمشاركة وزراء خارجية الدول الثلاث ومسؤولين كبار آخرين.

وقال نتنياهو في بيان صدر عنه: "أجريتُ اليوم في القدس لقاءً سياسيًا مهمًا مع رئيس وزراء اليونان، ميتسوتاكيس، في إطار قمة إسرائيلاليونانقبرص، التي نستضيفها في القدس".

وأضاف أن "التحالف بين إسرائيل واليونان وقبرص يشكّل ركيزة من المسؤولية والاستقرار والمصالح المشتركة في منطقة مليئة بالتحديات".

وتابع نتنياهو: "سنواصل العمل معًا، بثبات وحزم، لتعزيز الأمن، ودفع التطور الاقتصادي، وتعميق الروابط بين شعوبنا".

تأتي تصريحات نتنياهو في سياق تصاعد التحذيرات الأميركية الإسرائيلية من عودة إيران إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية، بعد الحرب التي اندلعت بين الطرفين في يونيو/حزيران الماضي.

ويتزايد القلق في إسرائيل، من أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة قد لا تكون مجرد تدريبات اعتيادية، بل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الترسانة الباليستية التي تضررت خلال الحرب.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين أمس، أن هامش تحمل المخاطر بات أقل من السابق، في ظل تجربة الهجوم الذي نفذته حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وما أعقبه من حرب متعددة الجبهات.

ورغم أن التقديرات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم إيراني وشيك، فإن المخاوف تتركز على احتمال سوء تقدير متبادل قد يقود إلى مواجهة غير مقصودة.

وتقول تقديرات أمنية غربية إن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية حساسة خلال تلك الحرب لم تُنه التهديد بالكامل، بل دفعت طهران، وفق هذه التقديرات، إلى السعي لإعادة ترميم قدراتها بأساليب أكثر تحصيناً.

وقال قائد الجيش الإيراني، أمير حاتمي أن القوات المسلحة تراقب "بدقة" تحركات خصومها، وستتعامل "بحزم" مع أي أعمال عدائية.

تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت وكالة "فارس" التابعة لـ"الحرس الثوري"، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.

وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الرسمي في بيان مقتضب على "تلغرام" إجراء أي مناورات صاروخية.

وفي المقابل، التقى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم الإثنين، مسؤولين سوريين في العاصمة دمشق، في زيارة رسمية بحثت العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

ووصل فيدان إلى دمشق برفقة وزير الدفاع التركي يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات العامة إبراهيم كالن، حيث عقد الوفد لقاءً مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقالت أنقرة إن الزيارة تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى مناقشة الاتفاق القائم بين دمشق وقوات سورية الديمقراطية التي يقودها الأكراد.

وخلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السوري أسعد الشيباني، قال فيدان إن الجانبين ناقشا "مقترحات تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية، فضلًا عن الأمن الإقليمي واستقرار سورية".

وأضاف فيدان للصحفيين: "استقرار سورية يعني استقرار تركيا"، في إشارة إلى الترابط بين الوضعين الأمني والسياسي في البلدين.

وتطرق وزير الخارجية التركي إلى المحادثات الجارية بين سورية وإسرائيل، معربًا عن أمله في أن تفضي إلى "نتيجة".

وشدد على أن "إحراز تقدم في هذا الشأن أمر بالغ الأهمية" من أجل "استقرار المنطقة واستقرار سورية".

وفي السياق ذاته، دعا فيدان إسرائيل، "بدلًا من انتهاج سياسة توسعية في المنطقة"، إلى "اعتماد مقاربة قائمة على التوافق المتبادل والتفاهم".

وعلى صلة، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأحد، بأن المستوى السياسي في إسرائيل أبلغ قيادة الجيش بوجود توجّه فعلي لدراسة فكرة إنشاء "قوة تدخل مشتركة" مع اليونان وقبرص، ووجّه ببدء تخطيط أولي لها، من دون الشروع بأي خطوات تنفيذية في هذه المرحلة، في ظل حساسية الفكرة وتداعياتها الإقليمية.

ووفق التقرير، يأتي هذا التوجّه رغم نفي رسمي إسرائيلي لتقارير نشرها موقع إخباري يوناني حول نية إقامة قوة عسكرية مشتركة، وذلك بالتوازي مع تعزيز التعاون العسكري بين إسرائيل وكل من أثينا ونيقوسيا، والذي يشمل تدريبات جوية وبرية وبحرية مشتركة، في إطار شراكة إقليمية آخذة في التوسّع.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي ينتظر توجيهات مباشرة من نتنياهو ووزير الأمن يسرائيل كاتس، في وقت أوعز فيه المستوى السياسي بعدم تجاوز مرحلة التخطيط، نظرًا لأن المهمة المحتملة لأي قوة من هذا النوع، في حال قيامها مستقبلًا، ستكون مواجهة تركيا في شرق البحر المتوسط.

وبحسب "واينت"، تشمل هذه المواجهة حماية المصالح والمياه الاقتصادية لكل من إسرائيل واليونان وقبرص، إضافة إلى مصر، في قضايا تتعلق باستخراج الغاز والنفط وحقوق الصيد، فضلًا عن الخلافات المرتبطة بمطالب أنقرة ومشاريع الطاقة الإقليمية، وعلى رأسها خط أنابيب الغاز نحو أوروبا، الذي تعارضه تركيا.

 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - وكالات