قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الأربعاء 24 ديسمبر/كانون الأول 2025 إن وفدا إسرائيليا التقى بمسؤولين من دول وسيطة اليوم في القاهرة، حيث ناقشوا الجهود المبذولة لاستعادة رفات آخر رهينة إسرائيلي لا يزال محتجزا في غزة.
وضم الوفد مسؤولين من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شين بيت) وجهاز المخابرات (الموساد).
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء حركة (حماس) بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ما وصفه الجيش بأنه انفجار عبوة ناسفة.
وفي خطاب ألقاه في حفل تخريج طيارين من سلاح الجو، أشار نتنياهو إلى الهجوم الذي وقع في رفح، قائلا إن "حماس أوضحت أنها لا تعتزم إلقاء سلاحها مثلما هو متوقع بموجب اتفاق الهدنة الذي تسنى التوصل إليه في أكتوبر تشرين الأول."
وأضاف "سترد إسرائيل بما يتناسب مع ذلك".
وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة مركبة عسكرية في منطقة رفح بجنوب قطاع غزة، وإن ضابطا تعرض لإصابات طفيفة.
ونفت حماس مسؤوليتها. وقال محمود مرداوي المتحدث باسم "حماس" على منصة إكس “انفجار رفح نجم عن قنابل زرعتها ‘إسرائيل‘ والحركة أبلغت الوسطاء بذلك”.
و قالت "حماس" في بيان: "الانفجار الذي وقع في منطقة رفح وقع في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الصهيوني بالكامل، ولا يتواجد أي فلسطيني يعمل فيها".
وأضافت: "حذرنا مسبقا من وجود مخلفات الحرب في هذه المنطقة وغيرها، وإننا غير مسؤولين عنها منذ بدء تطبيق الاتفاق، خاصة المخلفات التي زرعها الاحتلال نفسه في المنطقة".
ودعت الحركة إلى "إلزام الاحتلال بتطبيق ما وقع عليه من اتفاقات، وعدم اختلاق المبررات للاستمرار في التصعيد ومحاولات تخريب الاتفاق"، وأكدت "التزامها بالاتفاق والاستحقاقات المترتبة عليه".
وتدعو خطة مؤلفة من 20 بندا أصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سبتمبر أيلول إلى وقف لإطلاق النار في البداية تعقبه خطوات لإنهاء الحرب نهاية تامة. ولا تزال الخطة حتى الآن في مرحلتها الأولى، التي تشمل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والسجناء وانسحاب إسرائيل جزئيا من غزة.
وتنص الخطة في نهاية المطاف على أن تلقي "حماس" سلاحها وألا يكون لها أي دور في حكم غزة، وأن تنسحب إسرائيل من القطاع. وتقول "حماس" إنها لن تسلم سلاحها إلا بعد إقامة دولة فلسطينية، وهو ما تقول إسرائيل إنها لن تسمح به أبدا.
وتراجعت حدة العنف فحسب منذ بدء سريان اتفاق غزة في العاشر من أكتوبر تشرين الأول، وظل الطرفان يتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار. وتقول وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل قتلت أكثر من 400 شخص في القطاع منذ بدء سريان الاتفاق.
وقال نتنياهو إن حماس "تعلن صراحة أنها لا تعتزم إلقاء سلاحها، فيما يتناقض تماما مع خطة الرئيس ترامب المؤلفة من 20 بندا".
نتنياهو يحذر أيضا حزب الله
وقال نتنياهو إن جماعة حزب الله اللبنانية أيضا لا تعتزم إلقاء سلاحها “وسنتعامل مع ذلك أيضا”. وأردف أن إسرائيل لا تزال يتعين عليها “تسوية حسابات” مع جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران بالإضافة إلى إيران نفسها. وكانت إسرائيل أضعفت حزب الله بشدة في هجمات العام الماضي انتهت أيضا بهدنة توسطت فيها الولايات المتحدة.
وتابع نتنياهو "مع تغير أشكال هذه التهديدات القديمة، فإن التهديدات الجديدة تظهر صباح مساء. لا نسعى إلى مواجهات، لكن أعيننا منتبهة إلى كل خطر محتمل".
ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مع ترامب الأسبوع المقبل ليناقش بالأساس المرحلة المقبلة من خطة الرئيس الأمريكي لغزة.
وفد من "حماس" يبحث مع وزير الخارجية التركي مجريات تطبيق اتفاق غزة
وقالت "حماس" في بيان أصدرته في وقت لاحق اليوم إن وفدا برئاسة كبير مفاوضيها خليل الحية ناقش "مجريات الأوضاع" في غزة مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في أنقرة.
وحذر الحية من "استمرار الاستهدافات والخروقات الصهيونية المتكررة في قطاع غزة"، قائلا إن الهدف منها هو عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وذكرت "حماس" في بيان أن الحية أكد لوزير الخارجية التركي التزام الحركة ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، أشار الحية إلى أن المساعدات الإغاثية التي تدخل القطاع "لا ترقى للحد الأدنى من الاحتياجات"، موضحاً أن 60 في المائة من الشاحنات التي تسمح إسرائيل بدخولها هي شاحنات لبضائع تجارية، وليست مساعدات إنسانية.
وأكد الحية أن ذلك "يحرم الشريحة الكبرى من أبناء شعبنا من الحصول على احتياجاتهم الأساسية من غذاء، ودواء، وخيام بشكل إغاثي عاجل".
وتناول اللقاء أيضاً التطورات في الضفة الغربية، والقدس، حيث أكد وفد "حماس" على خطورة الممارسات «الإجرامية» الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية، والمسيحية.
كما ناقش الجانبان مسار تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية لمواجهة "المخططات" التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، بحسب بيان "حماس".
