مقاطع فيديو توثق عمليات نسف واسعة في قطاع غزة

صور أقمار صناعية حصلت عليها الجزيرة تظهر منطقة عملية النسف (الجزيرة).webp

وثقت مقاطع فيديو تناقلتها يوم الخميس 25 ديسمبر/كانون الأول 2025 منصات مواقع التواصل الاجتماعي تنفيذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف واسعة في قطاع غزة.

ونشر الصحفي الفلسطيني يونس الطيراوي -المتخصص في تتبع حسابات الجنود الإسرائيليين وتوثيق انتهاكاتهم- فيديو يوثق تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية نسف واسعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة معلقا "غزة عشية عيد الميلاد؛ الجيش الإسرائيلي يفجر منازل عائلات فلسطينية نازحة اليوم، في تذكير بأن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ منذ أكثر من شهرين".

وحدد فريق التحقق الرقمي بشبكة "الجزيرة" القطرية موقع الفيديو بدقة، إذ تبين أن النسف وقع في حي الزهور شمال مدينة رفح، عند الإحداثيات (31°18’9.14″N 34°15’58.27″E).

وأظهر التحقق أن الفيديو نُشر للمرة الأولى بعد منتصف ليلة أمس، وعلى الرغم من أن التاريخ الدقيق لساعة التفجير غير مثبت في المقطع، إلا أن مراجعة صور الأقمار الصناعية للموقع في الفترة ما بين 13 و24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كشفت عن وجود مكثف لآليات الجيش الإسرائيلي التي نفذت عمليات تجريف وهدم واسعة في المنطقة.

 

وتتطابق آثار التجريف الظاهرة في صور الأقمار الصناعية مع المعالم التي وثقتها مشاهد التفجير، كما تتعزز فرضية وقوع العملية خلال الساعات الـ24 الماضية مع ورود تقارير ميدانية من صحفيين في غزة أكدوا سماع دوي انفجارات ضخمة ناتجة عن عمليات نسف شمال رفح عند الساعة 11:00 من مساء أمس، بالتزامن مع عمليات نسف مماثلة شهدتها مدينة خان يونس وشرق مدينة غزة.

صور أقمار صناعية تظهر محو أحياء كاملة بمحيط مستشفيي الإندونيسي والعودة شمال غزة (الجزيرة).webp

صور أقمار صناعية تظهر محو أحياء كاملة بمحيط مستشفيي الإندونيسي والعودة شمال غزة (الجزيرة)

دمار هائل

من ناحية أخرى، بث صحفي إسرائيلي مشاهد مصورة جديدة تُظهر حجم الدمار الهائل الذي خلّفته عمليات النسف والقصف الممنهج في منطقة شمال قطاع غزة، وتحديدا في حي تل الزعتر ومخيم جباليا.

ووثق المقطع تجمعا لجنود إسرائيليين برفقة وفد صحفي زار المنطقة، إذ صرح مراسل القناة 14 العبرية "أرئيل عيدان" قائلا "نحن في حي جباليا بقطاع غزة، يمكنكم رؤية الدمار خلفي، كل شيء هنا مدمر تماما تقريبا، هكذا يبدو الحي الواقع على بعد 7 كيلومترات فقط من مدينة سديروت؛ المستشفى هو المبنى الوحيد الذي لا يزال قائما".

 

وأجرى فريق التحقق الرقمي بشبكة "الجزيرة" تحليلا جغرافيا للصور، إذ تبين أن الصحفيين والجنود كانوا يتمركزون داخل نقطة عسكرية مستحدثة أنشأها الجيش الإسرائيلي فوق مرتفع "جبل تل الزعتر" المحيط بالمستشفى الإندونيسي شمال القطاع.

وكشف التحليل أن المشاهد تظهر المستشفى الإندونيسي وما تبقى من مستشفى العودة كمعالم وحيدة صامدة وسط محيط ممسوح بالكامل بفعل عمليات النسف المكثفة التي استمرت لأشهر.

ويلاحظ أن عمليات المسح والتدمير أدت إلى كشف حدود مدينة بيت لاهيا أقصى شمال القطاع بشكل مباشر، وهي رؤية بصرية لم تكن ممكنة قبل الحرب بسبب الكثافة العمرانية التي كانت تفصل بين المناطق.

ويواصل الجيش الإسرائيلي تدمير مساحات واسعة من الأحياء السكنية في أحياء مدينة غزة بينها الشجاعية والتفاح، كما يواصل عمليات الهدم والتدمير في شرقي جباليا شمالي القطاع، وفي خان يونس ورفح جنوب القطاع، على الرغم من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة (الجزيرة)