قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إن قطاع غزة يستقبل العام الجديد 2026، بأوضاع كارثية وأزمة كبيرة، تؤثر على حياة أكثر من مليوني فلسطيني، عانوا على مدار أكثر من عامين من الحرب وآثارها الخطيرة، وقال إن العمليات التي تقوم بها منظمته الأممية تواجه صعوبات كبيرة، بسبب منع إسرائيل عملها، بما في ذلك إيصال المساعدات لسكان غزة.
وأضاف أبو حسنة في حديث لصحيفة “القدس العربي” اللندنية، إن منظمته لا تزال تواجه تحديات كبيرة حتى الآن في توفير المساعدات الإنسانية، حيث تمنع إسرائيل إدخال آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والأغطية، والتي تحتوي على مواد غذائية تكفي لحوالي مليون ومائة ألف شخص، بالإضافة إلى كميات من الطحين تكفي لجميع سكان قطاع غزة.
وأوضح أن هذه المساعدات التي تمنعها إسرائيل، تشمل مئات الآلاف من الخيام والأغطية والشوادر البلاستيكية، التي تكفي لمليون وثلاثمائة ألف شخص في غزة.
وقال أبو حسنة إن إسرائيل تواصل وضع العقبات أمام عمليات الأمم المتحدة من خلال منع الموظفين الدوليين، وأنها تمنع مفوض “الأونروا” فليب لازاريني من دخول قطاع غزة والضفة الغربية.
وأشار في ذات الوقت إلى أن منظمته الأممية تواجه عجزًا ماليا كبيرا، لافتا إلى أنه بحاجة إلى 200 مليون دولار حتى نهاية مارس القادم لدفع رواتب الموظفين، وقال إن هذه الأزمة لا تشمل قطاع غزة والضفة الغربية، ولكن أيضا تشمل لبنان وسوريا والأردن، مشيرا إلى أن الأزمة المالية تهدد مواصلة تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
لكن المسؤول في “الأونروا”، أكد لـ “القدس العربي” أنه على الرغم من هذه الصعوبات، تواصل منظمته تنفيذ عملياتها في قطاع غزة على جميع الأصعدة.
وأوضح أنها تمكنت من استئناف التعليم لـ300,000 طالب تقريبًا في مدارسها، من بينهم 70,000 طالب يتلقون التعليم الوجاهي، رغم أن هذه المدارس تعرضت للتدمير.
وأشار إلى أن “الأونروا” تمكنت من إنشاء مئات المساحات التعليمية داخل هذه المدارس المدمرة، بالتعاون مع المجتمع المحلي، وفي مراكز الإيواء.
أما على صعيد العيادات الصحية، فقال إنها افتتحت عدة عيادات جديدة في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، لتقديم الخدمات الطبية لنحو 16,000 مريض يوميًا في مختلف مناطق القطاع.
وإلى جانب هذا الأمر تواصل “الأونروا” عمليات جمع النفايات الصلبة، حيث تم ترحيل آلاف الأطنان من النفايات، بالإضافة إلى توزيع مياه صالحة للشرب لاستخدام مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وبالإضافة إلى ذلك قدمت “الأونروا” حسب أبو حسنة دعما نفسيا واجتماعيا للسكان، وأشار إلى أنه منذ السابع من أكتوبر 2023، قدمت “الأونروا” حوالي 15 مليون استشارة طبية ونفسية، في مختلف مناطق قطاع غزة.
وقال “رغم هذه الجهود، لا تزال الأوضاع في القطاع صعبة، حيث هناك مئات الآلاف من الخيام والملابس تنتظر على أبواب قطاع غزة لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين”.
حملات التشكيك
وتطرق أبو حسنة إلى الهجمات الإسرائيلية الرامية لإنهاء عمل “الأونروا”، وقال إن “عمليات التشكيك والتضليل الإعلامي مستمرة، حيث يتم التشكيك في دور الأونروا وأهميتها وخدماتها”.
وأضاف “لكن في المقابل، حصلت الأونروا على تأييد قوي، حيث جددت 151 دولة دعمها لهذه المنظمة على مدى ثلاث سنوات”، لافتا إلى أن هذا الأمر “يعتبر رسالة من المجتمع الدولي لكل المشككين والمضللين بأن الأونروا ستستمر في عملها وتقديم خدماتها، وأن المجتمع الدولي يثق في هذه المنظمة ورسالتها”.
وأشار إلى قرار محكمة العدل الدولية الذي صدر قبل حوالي شهرين، حيث لم تتمكن إسرائيل من إثبات أن “الأونروا” تحيد عن خطة الحيادية، أو أنها غير ملتزمة بقرارات الأمم المتحدة، لافتا إلى أن المحكمة طالبت من إسرائيل تسهيل عمليات “الأونروا” في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وفي السياق، تطرق أبو حسنة إلى ما تواجهه “الأونروا” في عملها في الضفة الغربية، حيث تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مخيمات اللاجئين، مثل مخيمات طول كرم، ونور شمس، وجنين، لافتا إلى أن ذلك أدى إلى تشريد أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني حتى الآن، علاوة عن الهجمة الكبيرة ومنع العمل في مدينة القدس.
