جولة هنية... نتائح وعبر ..!

اتفق محللان سياسيان على أن جولة رئيس الوزراء بغزة إسماعيل هنية لعدد من الدول العربية والإسلامية قد حققت العديد من الأهداف التي طمحت لها, وأهمها كسر الحصار السياسي عن حكومة حماس بعد خمس سنوات من منعها إجراء مثل هذه الزيارات, خاصة بعدما مهدت ثورات الربيع العربي الطريق لجسر, كسر الحصار والحصول على الشرعية الدولية والعربية أمام حكومة هنية بغزة.


 


المحلل السياسي حسن عبدو أكد لمراسل وكالة قدس نت للأنباء محمود سلمي أن حركة حماس ومنذ مشاركتها في الانتخابات تسعى للحصول على الشرعية الدولية والعربية, والمتغيرات التي خلفها ربيع الثورات العربية في المنطقة دفع بها لاستغلال الوضع الراهن لإنهاء الحصار السياسي من خلال هذه الجولة.


 


الاستقبال خير مثال


واعتبر عبدو أن خير مثال على تحقيق الجولة لهدفها الاستقبال والترحيب الشعبي والرسمي من قبل حكومات الدول التي زارها هنية كتركيا وتونس والسودان.


 


وأشار إلى البرودة وفتور الاستقبال الذي حظي به هنية بمصر وعدم تميزه بالحفاوة والاستقبال الرسمي من قبل حكومة الجنزوري ومحاولتها التقليل من أهميتها, معللاً ذلك بعدم رغبة حكومة الجنزوري بإعطاء الشرعية الدولية لحماس.


 


وبين أن على حركة حماس العمل أكثر على الجانب الدبلوماسي مع مصر للحصول على تأيد قيادتها السياسية الحالية, معتبراً أن مشاهد استقبال هنية ترسم وتمهد لتحقيق أهداف أخرى من جولة هنية غير كسر الحصار والحصول على الشرعية.


 


الثورات مهدت


من جانبه أوضح المحلل السياسي مخيمر أبو سعده لـ"قدس نت", أن سبب عدم قيام هنية بجولة مماثلة في السابق هو رفض نظام مبارك السابق له الخروج من القطاع, أما الآن فقد تغيرت الظروف بعد حوالي خمس سنوات وقام هنية بهذه الجولة بعد أن مهدت لها ثورات الربيع العربي وسمحت بزيارة دول عربية تغيرت أنظمة الحكم بها.


 


وبين أن جولة هنية تأتي في سياق دعم فلسطين وقضيتها وإعادتها للواجهة إعلاميا وسياسياً خاصة بعد انشغال الرأي العام العربي بالثورات العربية, وان مشاهد الدعم والاستقبال الرفيع دللت على نجاح الجولة وقدرتها على تحقيق أهدافها.


 


ونبه أبو سعده من أثار الجولة التي جاءت في سياق انقسام فلسطيني وخطورة أن تكون نتائجها على حساب المصالحة بعد شعور حماس بأنها كسرت الحصار السياسي مما لاقته من ترحيب واستقبال رسمي وشعبي في الدول التي تضمنتها الجولة.


 


أمر طبيعي


واعتبر المحللان أن المعارضة التي لاقتها زيارة هنية من قبل الأحزاب اليسارية في تونس بالأمر الطبيعي كون الأحزاب ليست دائماً متفقة في وجهات النظر حول بعض الأمور, معللاً المعارضة بأن فلسطين تعيش في انقسام وحماس طرف منه وفي تونس تم استقبال طرف واحد وهو حماس, مشيرين إلى أن وجود معارضة تعتبر من المظاهر السياسية الايجابية في النظام التونسي.


 


وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة بغزة طاهر النونو والمرافق للوفد في الجولة قد أكد في تصريحات صحفية سابقة أن جولة هنية في عدد من الدول العربية والإسلامية، قد حققت الكثير من أوجه التعاون المشترك في مجالات خدمة مواطني الشعب الفلسطيني.


مشيراً إلى أن هنية والوفد المرافق له في كل من السودان وتركيا وتونس بحثوا سبل دعم الشعب الفلسطيني في شتى المجالات، والبحث في خطوات رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة".