نظمت الشبكة الدولية من أجل فلسطين بالتعاون مع "إتحاد الشباب الوطني" في لبنان ندوة فكرية تثقيفية بعنوان أين القدس مما يجري، في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي في طرابلس، تحدث فيها كاهن رعية طرابلس الأرثوذكسية الأب ابراهيم سروج، مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني أسعد السحمراني، وحضر الندوة مستشار رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي خلدون الشريف، ممثل النائب سليمان فرنجية رفلي دياب، ممثل التيار الوطني الحر, ممثلي الفصائل الفلسطينية , وممثلين عن الاحزاب والقوى والجمعيات الأهلية ومهتمين.
ورحب مدير عام الشبكة الدولية من أجل فلسطين عماد العيسى بالحضور، وقال: "من هذه المدينة خرج التجار من ميناء طرابلس إلى الموانئ الفلسطينية في عكا وحيفا وغزة كما خرج منها المجاهدون والمناضلون متجهين إلى القبلة الأولى للمسلمين والقبلة الأولى للجهاد"، مشيرا إلى ان المشاركة الكثيفة اليوم دليل على تمسك أبناء طرابلس بهويتهم العربية الصادقة".
بدوره تحدث الأب إبراهيم سروج بكلمته بالقول: "ما انفك حكام الغرب يتآمرون على فلسطين وأهلها منذ تلاقت مصالحهم مع المصالح الصهيونية العالمية فأنشأوا دولة رادعة تمنع وحدة العرب، وتستغل خيرات أرضهم وتثير الغرائز والنعرات بينهم، حتى وصل الأمر لاستسهال البعض من أبناء أمتنا سفك دماء أبناء وطنه على مذابح الغرب الذي يبيعنا الدبابات والطائرات والصواريخ بملايين الدولارات ليس للدفاع عن أهل فلسطين وتحرير المقدسات إنما بهدف تحويل غضبنا نحو عدو آخر يريده لنا الأميركيون بديلا عن الإحتلال الصهيوني".
ودعا إلى العمل لزيادة الفهم والمعرفة لواقع القدس وقضايا الأمة، مطالبا كل القوى بالتوحد حول القدس واتخاذ المواقف الداعمة لأبنائها والتعاون لرد العدوان المستمر على شعبها ومقدساتها. متحدثاً عن الحراك في العالم العربي والمؤمرات التي تحاك ضده وضرورة مواجهتها وطنياً وقومياً.
من جهته، أشار السحمراني إلى ان مدينة القدس وأهلها يتعرضون منذ احتلال فلسطين لتحديات كبيرة منها مصادرة الأراضي والبيوت وتهجير الفلسطينيين وتقليص رخص البناء وزيادة رسوم الإستحصال عليها في مقابل تسهيل ذلك للمستوطنين بمنح حق استثمار بقيمة 300 % مقابل 75 % للعربي.
وقال إن "بناء المغتصبات الصهيونية في القدس تهدف إلى مواجهة الزيادة السكانية للعرب، أما الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى ومصادرة الأوقاف الإسلامية والمسيحية فهي تشكل مخالفات للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة عدا عن كونها اعتداء واضحا على الحقوق العربية"، مشيرا إلى أن "كل الدراسات والأبحاث الصهيونية أكدت أنه لا يوجد لهيكل مزعوم في القدس وأن حائط البراق هو من أملاك الوقف الإسلامي".
وناشد الفاتيكان إعادة النظر في اتفاقيات وقعت مع إسرائيل عامي 1993 و 1997 تعترف بصلاحيات الإحتلال عن أوقاف الكاثوليك وتعتبر أن الكنيسة الكاثوليكية في القدس تستمد شخصيتها القانونية من قانون اسرائيل.
وتلى الندوة بعض المداخلات من الحضور متحدثين عن القيمة والأولوية الكبرى للقدس في حياة المواطنين العرب ، وضرورة وجودها بشكل أساسي في أي خطاب عربي لاسيما في خطاب الحراك العربي الداعي للتغيير.