ضغوط كبيرة.. إسرائيل والرباعية تسعيان لتمديد لقاءات عمان !

 


كشف مسؤول فلسطيني مطلع على سير لقاءات عمان "الاستكشافية" بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لاستئناف المفاوضات, أن الجانب الإسرائيلي والرباعية الدولية طالبا من صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والذي يقود الوفد الفلسطيني بتمديد المهلة المحددة حول الرد الإسرائيلي على مقترحي الأمن والحدود إلى آذار/ مارس المقبل.


 


وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية " إن اللقاء الذي جرى في العاصمة الأردنية عمان لم يحدث أي اختراق في المفاوضات المتعثرة بفعل التعنت الإسرائيلي, سوى محاولة للالتفاف على الموعد المحدد, ولفت أبو يوسف في حديثه لمراسل " وكالة قدس نت للأنباء ", إلى أن يتسحاق مولخو ممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من عريقات تمديد المهلة لغاية مارس المقبل لكي يتمكن من تقديم وجهة نظر إسرائيل حول الحدود.


 


وأكد عضو التنفيذية أن اللقاءات الإسرائيلية الفلسطينية في عمان تدور في حلقة مفرغة, وذلك لأن الجانب الإسرائيلية لم يقدم لغاية اللحظة أي من الردود على المقترحات الفلسطينية ويرفض بشكل مطلق وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.


 


وأضاف " إن القيادة الفلسطينية حددت السادس والعشرين من يناير الحالي موعد نهائي بشأن اللقاءات الاستكشافية وإذا لم يتم تقديم أي ردود إيجابية فإن كافة المسارات ستكون مفتوحة ", مشيراً إلى أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا في التاسع والعشرين من يناير الحالي لبحث التطورات الفلسطينية واتخاذ قرار حاسم فيما يخص المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية والخطوات المقبلة.


 


وأوضح أبو يوسف أن القيادة الفلسطينية ستعقد إجتماع موسع لأعضائها فور عودة الرئيس محمود عباس من جولته الخارجية, مرجحا أن يتم إتخاذ قرار بوقف اللقاءات الاستكشافية لأن كافة اللقاءات التي جرت مسبقاً لم تتمخض عن شيء إيجابي.


 


هذا وتوقع محللون سياسيون فلسطينيون وإسرائيليون أن يتم تمارس الولايات المتحدة الأمريكية والأردن ضغوط كبيرة على القيادة الفلسطينية للقبول لتمديد المهلة إلى ثلاثة أشهر.


 


وقال المحلل السياسي د نشأت الاقطش ان اسرائيل معنية باستمرار هذه اللقاءات لانها تستخدمها كوسيلة لاسكات الرأي العام العالمي لتبدو وكأنها تعمل ما بوسعها لاستئناف المفاوضات بالإضافة الى ان هذه المفاوضات مطلب أمريكي وخصوصا في ظل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة مرجحا ان تسعى اسرائيل فقط لمفاوضات دون ان تقدم اي شيء، بينما تلقي الكرة في الملعب الفلسطيني ليظهر وكأن الجانب الفلسطيني هو من يعطل هذه المفاوضات.


 


وقال المحلل لسياسي انه " لا يوجد اي شيء جدي في هذه اللقاءات واسرائيل لم تقدم اي شيء باستثناء كانتونات ومدن دويلات مفصولة عن بعضها البعض ودون اي تواصل جغرافي بينها، مشيرا الى ان هذه الاستراتيجية التي تعمل عليها اسرائيل ولن تغيرها ".


 


وتوقع الاقطش ان تستمر هذه اللقاءات في ظل الضغوط التي تمارس على القيادة الفلسطينية وخصوصا من ناحية المساعدات التي تهدد واشنطن بقطعها عن السلطة الوطنية وايضا الضغط الاردني بهذا الاتجاه، واضاف ان استمرار هذه اللقاءات متوقع على ما تتوصل اليه التفاهمات بعد السادس والعشرين من هذا الشهر الذي حددته اللجنة الرباعية للجانبين لتقديم وجهة نظرهما بخصوص الحدود والامن.


 


وقال الاقطش لمراسل " قدس نت" ان السؤال هو هل " تقبل القيادة الفلسطينية بما تقدمه اسرائيل عن دولة غير متواصلة جغرافيا وعبارة عن كانتونات منفصلة؟ مشيرا الى انه لا توجد اي قيادة فلسطينية يمكن ان تقبل بهكذا حلول على الاطلاق ".


 


اما في اسرائيل فهي ترى بأن عدم الاستمرار في هذه اللقاءات والتوجه الى مؤسسات الامم لمتحدة لن تؤدي الى شيء وخصوصا ان واشنطن اعلنت صراحة أنها ستستخدم الفيتو ضد اي قرار من شأنه المس في اسرائيل,


 


وقال المحلل السياسي الاسرائيلي ايلي نيسان ان موضوع استمرار اللقاءات مرهون بالجانب الفلسطيني وهناك ضغوط امريكية واردنية تمارس على الجانب الفلسطيني لاستمرار اللقاءات لان غير ذلك لن يؤدي الى اي تطور ولن يحصل اي شيء لصالح الفلسطينيين في الامم المتحدة مع وجود الفيتو الامريكي.


 


وعن تقديم اسرائيل رؤيتها لموضوعي الحدود والأمن قال نيسان ان الأمر " محل نقاش وهناك نقاشات حوله لان الجانب الفلسطيني يطالب بحدود عام سبعة وستين واذا وافقت اسرائيل فانها تكون تخلت عن كل ما لديها في هذه المفاوضات ولن تكون هناك مشكلة "، مضيفا ان " هذا الموضوع ليس هو الوحيد بل هناك قضايا مثل اللاجئين والقدس ايضا مرتبطة بموضوع الحدود، وقال ان اسرائيل اكدت انها ستقدم رؤيتها في شهر اذار القادم لهاتين القضيتين ".


 


واعرب عن اعتقاده بأن الاردن الذي سيتأثر كثيرا في اي تعثر بهذه اللقاءات لا يمكن ان يسمح لنفسه الفشل في هذه النقاشات والعاهل الاردني يمارس ضغوطا كبيرة على الرئيس أبو مازن لاستمرارها وخصوصا زيارته إلى واشنطن ولقائه المرتقب مع الرئيس الامريكي باراك اوباما بالتأكيد ستكون هناك ضغوط لاستمرار اللقاءات.