إسرائيل تخشى من مصالحة فلسطينية إستراتيجية

 


لقاءات المصالحة الوطنية تسير ببطء نحو إنهاء الإنقسام الذي طال أمده, إجتماعات للجانها بين الحين والآخر تبحث كافة القضايا الخلافية العالقة بين حركتي "فتح وحماس", في ظل ترقب إسرائيلي لما يحدث,  كيف سيكون الرد الإسرائيلي على وحدة فلسطينية تلوح في الأفق القريب؟, وكيف ستسعى إسرائيل لإفشالها؟, ما هي الطرق المباشرة والغير مباشرة؟, هذه الأسئلة ناقشها مراسل وكالة قدس نت للأنباء محمد المغربي, مع المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم أبراش.


 


ويرى أبراش أن ما يجرى الآن من لقاءات للفصائل الفلسطينية وللجان المصالحة, وما سيحدث محاولة لإطلاق سراح بعض المعتقلين هنا وهناك أو حل مشكلة جوازات السفر أو تفعيل المصالحة المجتمعية, أمور تعتبر تفاسير, وإسرائيل لن تستطيع أن تفعل شيئاً أمامها.


 


ويشير إلى أنه في ظل مجريات المصالحة كما هي معمول بها حتى الآن, فإسرائيل لن تقدم على أي خطوة تعيقها لأن إسرائيل تنظر إليها على أنها تكريس للإنقسام الموجود بين غزة والضفة, وهي في هذا الإطار مصالحة إدارة الإنقسام وبالتالي لا تضر إسرائيل بالعكس إسرائيل تعزز هكذا مصالحة.


 


ويضيف "ولكن إذا قصدنا بالمصالحة إعادة وتفعيل لمنظمة التحرير الفلسطينية, وتشكيل قيادة واحدة, وتشكيل حكومة وطنية واحدة, هذا الأمر بالفعل يضر بإسرائيل وستقوم وقتها بإعاقة المصالحة والتخريب عليها".


 


وحول الطرق التي من الممكن أن تتبعها بها إسرائيل للتخريب على المصالحة, عبر أبراش عن إعتقاده بأن إعاقة المصالحة والتخريب عليها سيكون إما بطريقة حجز الرواتب وحجز أموال السلطة أو حرب على غزة, أو إجراءات أحادية في الضفة كتوسيع الاستيطان أو ضم بعض المناطق.


 


ويقول إن "إسرائيل ما يمكن أن يهددها هو أن يتوحد الفلسطينيون, في إطار قيادة واحدة وإستراتيجية واحدة ويصبح لهم خطاب واحد, وهذا ما سيرعب إسرائيل, خاصةً وأن إسرائيل ليس لها قدرة على التأثير على مجريات الأمور في قطاع غزة".


 


ويرى المحلل الفلسطيني أبراش بانه في حال حدثت مصالحة مجتمعية في قطاع غزة, فإن إسرائيل حينها لن تفعل شيئاً, لأن ما يثيرها فقط هي المصالحة الإستراتيجية التي تصل إلى درجة تشكيل قيادة واحدة ومرجعية فلسطينية واحدة.


 


ويشير إلى أن إسرائيل في الوقت الراهن تراقب الوضع بدقة وستحاول أن تكون طرق ردها مباشرة أو غير مباشرة, موضحاً بانه في حال كانت ردت فعلها غير مباشرة ستظهر في المزيد من الاعتقالات في الضفة, والتصريحات الإستفزازية, كما تقوم بها مع الرئيس أبو مازن.


 


ويضيف أبراش أما في حال الرد المباشر فسيكون إما العدوان الواسع على قطاع غزة لخلط الأوراق بشكل عام, أو من خلال إجراءات واسعة في الضفة الغربية أو ضم بعض مناطق الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.