كشفت مصادر رفيعة المستوى في العاصمة الأردنية، اليوم الخميس، النقاب عن مضمون رسالة "شديدة اللهجة" بعث بها الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر الملك الأردني عبد الله الثاني, وتطالب الرسالة - حسب المصادر- الرئيس أبو مازن بإبداء المرونة مع المساعي التي تقودها اللجنة الرباعية والإسراع بقبول مقترح إستئناف المفاوضات للخروج من الجمود الذي تعانيه العملية السياسية المعطلة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ عام 2009.
وقالت المصادر في تصريحات حصرية لـ وكالة قدس نت للأنباء إن الملك الأردني نقل الرسالة للرئيس أبو مازن خلال لقائهما في العاصمة عمان، موضحة بان مضمون الرسالة القصيرة حمل "لهجة شديدة وغير مسبوقة" على مستوى العلاقات الأميركية الفلسطينية.
وبينت المصادر بان أوباما طلب من الملك عبد الله الثاني نقل الرسالة التي تحمل في طياتها " مطالبة شديدة اللهجة بضرورة إبداء الجانب الفلسطيني المرونة الكافية من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات"، ملوحا (أوباما) بانه سيلجأ إلى قطع كافة المعونات التي تقدمها الإدارة الأميركية للجانب الفلسطيني.
وقالت المصادر إن الرئيس الأميركي تعهد للملك الأردني بانه سيعمل كل ما بوسعه من أجل إلتزام الجانب الإسرائيلي بكافة المتطلبات خلال "جلوس" الجانبين على طاولة المفاوضات, مؤكدة على أن الملك عبد الله الثاني نقل لأوباما خلال زيارته الأخيرة لواشنطن كافة النتائج والمقترحات التي خرجت بها اللقاءات الأخيرة التي عقدها الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عمان، إضافة إلى رؤية الجانب الفلسطيني للعودة إلى طاولة التفاوض شريطة الحصول على ضمانات من شأنها إلزام الجانب الإسرائيلي بكافة البنود المتفق عليها".
وعقد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في عمان، يوم الأربعاء، اللقاء الذي يعتبره الفلسطينيون" الأخير" قبل الموعد (النهائي) للمهلة التي منحها للجانبين اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط من أجل التوصل إلى صيغة نهائية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وإتاحة المجال أمام الجهود الأردنية من أجل إنجاحها, والتي تنتهي اليوم الخميس.
وكان الرئيس أبو مازن أكد على أن الجانب الفلسطيني لا مانع لديه من العودة للمفاوضات في حال الاعتراف من بل إسرائيل بحدود الدولة الفلسطينية.
وقال أبو مازن بعد اجتماعه مع الملك الأردني " إذا حُددت الحدود يمكن العودة للمفاوضات، ولكن الإسرائيليين لا يريدون تحديد الحدود، وأما الأمن فنحن مستعدون لأي طلبات إسرائيلية بخصوص الأمن، بشرط ألا يتواجد أي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية."
وفي موضوع اللقاءات التي يطلق عليها "الاستكشافية" في الأردن قال الرئيس الفلسطيني "بعد اللقاءات الاستكشافية نرى ما يمكن أن يحدث، وستكون مرحلة تقييم ولدينا تشاور مع الملك عبد الله الثاني، ولدينا لقاء مع لجنة المتابعة العربية في الرابع من الشهر المقبل وهناك يؤخذ القرار."
وأكد الملك الأردني على أن بلاده ستواصل عمل كل ما من شأنه توفير الأجواء المناسبة لإطلاق مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط عام1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره قال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن اللقاءات "الاستكشافية" بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستتوقف الأسبوع المقبل لفتح المجال لمرحلة تقييم النتائج التي تحققت منذ انطلاقها بعمان مطلع الشهر الجاري .
وأَاف جودة في لقاء صحفي"نحن بصدد تقييم هذا الجهد بالتشاور مع جميع الأطراف المعنية بعملية السلام بمن فيهم الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي".