فياض: استمرار الانتهاكات يجعل العملية السياسية خارج النص

 


شدد رئيس الوزراء بالحكومة الفلسطينية في رام الله سلام فياض، على أن  "استمرار اعتداءات قوات الاحتلال وإرهاب مستوطنيه ضد شعبنا وأرضنا، يجعل من أي حديث عن العملية السياسية غير ذي مغزى، لا بل وخارج النص".


 


وجدد  فياض دعوته إلى المجتمع الدولي للتدخل الفاعل من أجل إلزام إسرائيل بصورة واضحة بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي، كمرجعية للعملية السياسية، الأمر الذي يتطلب إلزامها بوقف جميع هذه الانتهاكات، وفي مقدمتها الإفراج الفوري عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وخاصة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل عام 1993، والأسرى المرضى، وأعضاء المجلس التشريعي، وغيرها من الانتهاكات، وقال "أجدد تضامن شعبنا الكامل مع الأسير خضر عدنان، وأدعو كافة المؤسسات الحقوقية إلى التدخل الفوري لإنقاذ حياته وإلزام إسرائيل بالإفراج عنه، وإلغاء سياسة الاعتقال الإداري، ووقف الانتهاكات بحق الأسرى، كما أحمل حكومة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياته".


 


جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء فياض في ذكرى المولد النبوي الشريف، في جامعة النجاح الوطنية في محافظة نابلس، وذلك بحضور وزير الأوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش، ومحافظ نابلس جبرين البكري، وسماحة الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار المقدسة، ود. رامي الحمد الله رئيس جامعة النجاح الوطنية، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي والشخصيات الرسمية والاعتبارية، وممثلي المؤسسات الرسمية والأهلية.


 


وشدد رئيس الوزراء على ذكر المولد النبوي الشريف تأتي في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لأوسع هجمة استيطانية تستهدف تقويض حقوقه الوطنية المشروعة، وخاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967. وقال "مع ذلك فهو مصمم على مواصلة مواجهة هذه السياسة التوسعية الاستيطانية، وانتزاع حقوقه كافة كما عرفتها الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وحقه في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وكذلك حق اللاجئين في العودة".


 


وأضاف فياض "أنه ومن اجل تحقيق هذه الأهداف فإن السلطة الوطنية عاقدة العزم، وبكل إصرار، على مواصلة تعميق جاهزيتها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، الأمر الذي يتطلب، وفي أُولى الأولويات، إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للوطن ومؤسساته"


 


وشدد رئيس الوزراء على أن  "إصرار قوات الاحتلال على استمرار الاجتياحات العسكرية لمناطقنا، ليس له أي مبرر سوى المس بمنجزات السلطة الوطنية ومؤسستها الأمنية. هذا بالإضافة إلى استمرار هدم وإخلاء المنازل، وما يخلفه من معاناة لآلاف العائلات، بالإضافة إلى فرض المزيد من القيود على الجهود التنموية للسلطة الوطنية، وتضييق الخناق على أبناء شعبنا خاصة في القدس الشرقية، وفي الأغوار، ومناطق خلف الجدار، ومجمل المناطق المسماة (ج)."


 


وأضاف أن ذلك كله يأتي بالتزامن مع تصاعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية على حياة أبناء الشعب الفلسطيني وممتلكاتهم ومصادر رزقهم ومقدساتهم. وأخرها محاولات المستوطنين الاعتداء على قرية النبي صالح، ومحاولة حرق مسجد القرية، الأمر الذي يتطلب من العالم التدخل بشكل حازم واكثر فاعلية لضمان توفير الحماية للفلسطينيين من هذا الإرهاب المتواصل.


 


وأكد فياض على أنه في هذه المناسبة الجليلة، نستلهم روح الإسلام الحنيف ورسالته، ومبادئ العدل والإنصاف التي دعا لترسيخها من خلال رص الصفوف والوحدة والتكافل وتقاسم الأعباء. وقال "ما أحوج شعبنا في هذه المرحلة إلى استخلاص مثل هذه العبر والدروس. وهنا، فأنني أؤكد لكم مرة أخرى، ومن خلالكم لكل أبناء شعبنا، أن مضمون توجهات السلطة الوطنية التي وضعتها أمام طاولة الحوار الهادف إلى التغلب على المحنة والأزمة المالية التي نواجهها، ارتكز في الأساس على هذه القيم المتمثلة بالحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والتقاسم العادل للأعباء الناجمة عن سياسة الاحتلال وظلمه وممارساته ومخططاته، وبما يعزز من وحدة شعبنا وتلاحمه وقدرته على الصمود في وجه هذه الممارسات والمخططات، ويحصن في نفس الوقت منعة واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني من أي ابتزاز".؟


 


 وأضاف "بالتأكيد، دون أن نعفي العالم من مسؤولياته، ليس فقط في الوفاء بالتزاماته المالية لدعم السلطة الوطنية وتمكينها من الوفاء باحتياجات شعبنا، بل، وهذا هو الأهم، دون أن نعفي المجتمع الدولي من مسؤولياته للتدخل الفاعل لإنهاء الاحتلال، والذي يشكل السبب الأساسي لكل هذه المعاناة، وما يواجه اقتصادنا الوطني من العراقيل التي تحد من قدرته على النمو والتطور".


 


كما شدد على أنه وفي إطار تعزيز قدراتنا الذاتية وحماية مواردنا وتطويرها، تأتي مهمة حماية وتطوير الأوقاف الإسلامية واستثمار عائداتها في تعزيز صمود شعبنا وقدرته على حماية أرضه ومقدساته في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.


 


وشدد أيضاً على أن مولد سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كان حدثاً فريداً في تاريخ الإنسانية جمعاء، حيث غَيرَ مُجريات التاريخ، وكان بداية نقل الناس من الظلمات إلى النور. وقال "علينَا أنْ نُحافِظَ عَلَى هذَا النورِ بإتباع مَا أَمرنا به العلي القدير، واجتنَابِ مَا نَهَى عنهُ، قالَ تعالَى:{وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }.


 


وأضاف "إن هذه الذكرى ليست كباقي المناسبات. فهي توقد فينا شعلة الأمل والعمل والمثابرة، ونعم، وكما علمنا الرسول الكريم، الأخذ بالأسباب على درب الحرية والاستقلال." وتابع "إن ميراث الأنبياء، هو أمانة بين يدي الشعب الفلسطيني الذي يحملها دون الالتفات إلى أي ما من شأنه حرفنا عن أهدافنا الوطنية. وإنني على يقين أنه بجهودكم، وبصمود أهلنا، سنتمكن من حماية هذه الأرض وبناء مستقبلها في كنف دولة فلسطين كاملة السيادة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967 في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لهذه الدولة"


 


وكان رئيس الوزراء فياض ولدى وصوله مدينة نابلس قد تجول في سوق المدينة، واطلّع على أحوال المواطنين، ورافقه في هذه الجولة محافظ نابلس جبرين البكري، وحشد كبير من المواطنين. كما افتتح رئيس الوزراء مشروع عمارة الوقف (آل النمر الذري) في مركز المدينة نابلس.