"هذا اقل ما يمكن أن أقدمه لدعم صمود الشيخ الأسير خضر عدنان في إضرابه المتواصل عن الطعام لليوم 57 على التوالي, ضد سياسة الاعتقال الإداري التعسفية التي ينتهجها الاحتلال بحقه وكافة الأسرى في السجون", بهذه الكلمات عبر الأسير المحرر ضمن صفقة تبادل الأسرى والمبعد من جنين إلى قطاع غزة طارق عز الدين عن تضامنه مع الأسير عدنان بإضرابه عن الطعام مساندة له.
ويأتي تضامن عز الدين ضمن الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه مجموعة من الفلسطينيين تضامناً مع الأسير عدنان منذ تسعة أيام على التوالي, أمام مقر الصليب الأحمر بغزة, حيث بدأت هذه المجموعة بخمسة عشر شخصاً أعلنوا إضرابهم وهم الآن في تزايد وسط إصرارهم على المضي قدماً حتى ينال الشيخ عدنان حريته ومطالبه العادلة.
نستمد قوتنا منه
ويكمل عز الدين حديثه لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" محمود سلمي ونبرة القوة والإصرار على دعم الشيخ عدنان بادية في صوته قائلاً "إن الشيخ عدنان يخوض معركته مع الاحتلال نيابة عن كل الأسرى الإداريين معلناً من داخل سجنه أنه لن يتوقف حتى ينال النصر أو الشهادة", مشيراً إلى أن المضربين يستمدون قوتهم ومعنوياتهم من قوة الأسير عدنان وإيمانه بقضيته, موضحاً أن من خاض تجربة الأسر هو من يعرف ما يخوضه الأسير من مصاعب.
ويرى عز الدين أن المؤسسات الحقوقية لا تمثل الشعارات التي تحملها- حسب قوله- مشيراً إلى أن كرامة وقوانين هذه المؤسسات قد ضربت بعرض الحائط عندما تجرأ الاحتلال على اعتقال النائب أحمد عطون والوزير السابق خالد أبو عرفة من مقر الصليب الأحمر بالقدس, مناشداً إياها بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة عدنان وفك قيده, مؤكداً على أنه ماضي في إضرابه حتى يتم الاستجابة لمطالب الأسير عدنان.
وعلى السرير بجانب عز الدين كان يرقد شريكة في الإضراب ومدير مؤسسة مهجة القدس لنصرة الأسرى ياسر مزهر وقد بدت ملامح الإضراب عن الطعام بادية على وجهه, حيث ناشد كل الشرفاء بالعالم بدعم الأسير عدنان الذي قام بأطول إضراب فردي عرفته الحركة الأسيرة, والعمل على رفض الاعتقال الإداري الذي يعاني منه 280أسير دون أي تهمة موجهة لهم.
20ألف أسير
ووصل عدد الأسرى الذين ذاقوا مرارة الأسر الإداري الذي لا يستند إلى أي مستند قضائي منذ العام 2000 إلى اليوم أكثر من 20الف أسير, ويقوم الاحتلال بممارسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين في حال عدم توفر معلومات كافة عنهم وقد توارثه الاحتلال عن الانتداب البريطاني.
وأكد مزهر على أن مؤسسة مهجة القدس ماضية في إقامة الفعاليات المناصرة للأسرى والاستمرار في توجيه الرسائل للجهات المعنية ودول العالم بأن تتحرك وتضغط على الاحتلال الذي لا يرحم لا كبير ولا صغير, مشيراً إلى أن قضية عدنان ليست متعلقة به وحدة بل هي قضية 5ألاف أسير يدافع عن كرامتهم.
ورغم الفعاليات المناصرة لعدنان إلا أن مزهر لم يكن راضياً عنها, مؤكداً على ضرورة التعاضد والالتفاف الشعبي حول قضايا الأسرى, مستذكراً إضراب عام 1992الذي حظي بالدعم الشعبي الكبير وساعد على تحقيق مطالب الأسرى, مشيراً إلى أن الحراك الجماهيري من شأنه أن يساعد في نصرة الأسرى.
مهجة وواعد
وكانت مؤسسة مهجة القدس وجمعية واعد للأسرى والمحررين قد باشروا بتنظيم حملات تضامن مع الشيخ خضر عدنان منذ 25يوم, تخللها العديد من الفعاليات التي تطورت بعد تشكل خطر على حياة عدنان لإقامة خيمة اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر يتم بها الإضراب عن الطعام تضامناً مع عدنان.
وبالقرب من مزهر كان المضرب عن الطعام والناطق باسم جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل الذي بين أن كل أسير يعاني القهر والتعذيب والتغيب القسري عن أهله هو بحاجة لكل الدعم والنصرة, مشيراُ إلى أن هذه الفعاليات تهدف إلى جعل قضية الأسرى حية بين أبناء الشعب الفلسطيني, والعمل على إيجاد حركة ضاغطة من أجل فك قيد الأسرى.
واجب أخلاقي وديني وشرعي
ويرى قنديل بأن تحرك الشارع الفلسطيني بات واجباً في هذه الأيام وأن خيمة الاعتصام جاءت لترسخ فكرة وجود جهد مستمر لمناصرة ودعم قضية الأسرى وتوعية الناس بأحوالهم واستنهاض هممهم لنصرة الأسرى, معتبراً ذلك واجب أخلاقي وديني وشرعي عليهم حتى لا يقضي الأسرى عشرات السنين في غياهب السجون.
ورغم أهمية الاتفاق الشعبي بنظر مزهر إلا انه يؤكد أن نسبة المشاركة الشعبية في مناصرة الأسرى قليلة, مشيراً إلى أن هناك وفود تأتي على استحياء للمشاركة في هذه الفعاليات في ظل الخطر المحدق بالأسرى كخضر عدنان وعبد العزيز دويك وباقي الأسرى, مشيراً إلى أنه لن ييأس حتى يصبح راضي عن التفاعل مع قضية الأسرى وإن كان محلياً.
وبداخل خيمة الاعتصام يوجد عدد من الأسرة وقد بين مزهر أنها خصصت للمضربين للنوم عليها, ولكنها لا تكفي في ظل تزايد عدد الشباب القادمين للمشاركة في الإضراب وخيمة الاعتصام, مشدداً على أن الأجواء الباردة وخاصة في الليل لن يعيقهم عن مواصلة إضرابهم.
أطول إضراب
ويخوض الأسير خضر عدنان " أحد قيادات الجهاد الاسلامي" إضرابا مفتوحاً عن الطعام منذ اعتقاله في مدينة جنين ليصل حتى الآن إلى اليوم الثامن والخميسن على التوالي في أطول إضراب خاضته الحركة الأسيرة التي كان أبرزها إضراب الأسرى بشكل جماعي في سجن عسقلان في 11 ديسمبر 1976 واستمر لمدة ( 45 ) يوماً وتم تعليقه، من ثم استؤنف بعد أكثر من شهر وذلك في 24 فبراير 1977 ولمدة 20 يوماً أخرى واعتبر امتداد للإضراب السابق بعدما تهربت إدارة السجون من الالتزام بوعودها.