بالسيجارة والشيشة .. المرأة تلبس عباءة الرجل في غزة ..!!

غزة- وكالة قدس نت للأنباء
رغم أنه مشهد معتاد لدى الجميع يتمثل بتدخين الرجل في مختلف الأماكن التي يتواجدها, نجد أنه ليس غريبا عليه ممارسة ذلك , لكن الملفت للنظر عندما يتجه نظرك لامرأة تجلس هنا وهناك معلقة في يدها سيجارة أو الشيشة "النرجليه" لتبث سمومها في الهواء أمام الجميع يكون مشهد غريبا في واقع مجتمعنا الغزي المحافظ مقارنة بالعالم العربي المنفتح .

وفي هذا الصدد , وكالة قدس نت للأنباء أفسحت مساحة لتسليط الضوء على هذه المشاهد المتكررة التى اعتدنا أن نراها بين الفينة والأخرى في مطاعم مدينة غزة ما يطرح تساؤلات عدة أبرزها هل يعد تدخين المرأة تقدم وتحرر و"تبجح" وفقا لرؤية ونظرة المجتمع !!؟

وضع غزة سببآ..
من جهتها , أم أحمد معلمة رياضيات بالخمسين من عمرها , قالت :"بدأت التدخين قبل عشرين عاما وأدمنته , رغم أنني اعلم أن التدخين يسبب العديد من الأمراض فأنني مصابة بالعديد من الأمراض بالرئتين والصدر نتيجة الدخان و حاولت مرارا التوقف عنه لكن وضعنا بغزة يمنعني ".

وتتابع :" عند قطع الكهرباء اشعر بضيق وملل يجعلني أدخن ما يقارب نصف العلبة , وبصراحة أنا لا أرى أي مشكلة بتدخين المرأة فنحن متساوون مع الرجال ولنا مطلق الحرية".

وفي لقاء آخر مع منى إحدى الفتيات المدخنات والتي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها تقول ": كنت ضحية أول نفس من الشيشة شربته قبل خمسة سنوات وأنا بمنزل إحدى رفيقاتي , فالتدخين والشيشة ممنوع في منزلنا وأنا من عائلة محافظة تمنع التدخين , ولا اشرب النرجيلة إلا بالمطاعم أو بمنازل الأصدقاء ".

وصمتت عن الكلام فترة ثم تابعت حديثها:" "لا أرى أن التدخين يعبر عن حرية المرأة و أتمنى أن اقلع عن شرب الشيشة لأنني أعلم بما تسببه من مصائب ".

رهان بين الزوج والزوجة..
أم محمد.ك تقول أنها بدأت التدخين وهي تبلغ من العمر 19 عاما,حيث أن زوجها تحداها على عدم مقدرتها على التدخين, فتراهن معي على تعلمه في 3 أيام , فتحديته وفى اليوم التالي أريته مهارتي في التدخين..فجلب لي أول علبة دخان هدية,,متابعة:"إصابتي بالسكري والضغط وعلمي بأن التدخين يؤثر على إلا أنى لا ولن اتركه".

وفي الوقت ذاته , ترى ميساء أبو شريفة الأخصائية النفسية في مستشفى الطب النفسي الأسباب التي ترجع إلى لجوء الفتيات للتدخين , إلى عدة عوامل منها قد تكون شعورها بالنقص أو أنها مهمشة بظروف اجتماعية صعبة فتتولد لديها أفكار أنها بحاجة لان تكون مثل الرجل وأن تلجا إلى التدخين ".

وتابعت :"هناك عوامل أخرى مثل ضغوط نفسية صعبة وتنشئة غير سليمة قد تدعو للجوء الفتيات وهن بسن صغيرة لمثل تلك السلوكيات قد تكون تقليد لأخريات من مجتمعات منفتحة ", محذرة من أن التدخين مع زيادة خطورته الجهاز التنفسي فان له أيضا تأثير إضافي على الفتيات فهو يقلل من نضارة الوجه فيؤثر على الأسنان واللثة ويسبب رائحة كريهة، كما يخلف من آثار تظهر في تجاعيد الوجه.

ونوهت أن حكومة غزة كانت قد أصدرت قرارا يمنع التدخين في الأماكن العامة في قطاع غزة لمنافاتها للعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية,وفرضت ضرائب على الدخان المستورد أو المهرب من الأنفاق,وأيضا على المعسل.

ولتبقى اللوحة معتمة ... فأصابع رقيقة هنا وهناك تحمل السيجارة وتنفث في الهواء ليتلوث صفاء الجو .. ومع ذلك نتساءل هل سنشهد تزايد أكثر للمدخنات في ظل الوضع بغزة أم سيحدث العكس .؟؟

إعداد الزميلتين: ولاء أبو شريفة-إيمان أبو العون