التصعيد الإسرائيلي الراهن جولة من الجولات أم عملية متدحرجة /وليد العوض


التصعيد الإسرائيلي متواصل حتى ساعة كتابة هذه السطور، والجهود الحثيثة لإيقافه متواصلة أيضا عبر اتصالات مكثفة تتم على مستويات عدة ، الساعات الأخيرة شهدت تطورا ملحوظا على صعيد الاتصالات هدذا التطور جاء من شقين الأول يحمل استعدادا إسرائيليا ملتبسا حمله الوسطاء لوقف التصعيد ، لكن الأخطر فيما جاء هو الشق الثاني في ما حملته الاتصالات ويتمثل في التهديدا العنيف بقيامها بهجوم شامل فيما لو استمرت عملية اطلاق الصواريخ لما بعد الثانية عشر من ليلة الاثنين الموافق 12/3/2012 ،،،، هذه التي تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال و الاغتيال الوحشية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عصر يوم الجمعة وأدت إلى استشهاد ما يقارب 20 شهيدا واصابة العشرات، بينهم عدد من قادة لجان المقاومة الشعبية والجهاد الاسلامي إضافة إلى أسير محرر مبعد إلى غزة وعدد من المواطنيين الابرياء، لذلك فان الساعات القريبة القادمة ستحمل في طياتها اجابات مهمة تتعلق بالمدى الذي يمكن أن يصل اليه التصعيد المستمر في قطاع غزة مع الاخذ بعين الاعتبار اننا اما عدو لايؤمن جانبه الامر الذي قد يرقى الى مستوى خدعة إسرائيلية تتطلب أقصى درجات الحذر. .

بالعودة لدوافع التصعيد التي يشهدها قطاع غزة منذ يوم الجمعة تعود لأكثر من سبب منها ما يأتي في إطار المسعى الإسرائيلي لإحباط أي جهود لتنفيذ المصالحة الوطنية الفلسطينية واستحقاقاتها ومحاولة خبيثة لخلط الأوراق وقطع الطريق على الخيارات الوطنية الفلسطينية بما في ذلك مواصلة خطة الهجوم السياسي عبر الأمم المتحدة ومنظماتها المختلف لكسب الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس. أما السبب الآخر فيتمثل في سعي حكومة نتنياهو لتصدير الأزمة الداخلية الإسرائيلية وسعيه للبحث عن حصان رابح يمكنه في الدخول في سباق الانتخابات الإسرائيلية القادمة في ظل تنافس شديد مع العديد من خصومه، والسبب الثالث محاولة يتمثل في محالة لتقليم اظافر قطاع غزة مع اقتراب موعد الضربة الإسرائيلية لإيران وخشية حكومة الاحتلال من أن تتحول غزة الى جبهة أمامية تهدد البلدات الإسرائيلية حال قيام حكومة الاحتلال بمهاجمة إيران في ظل تفاهم إسرائيلي أمريكي جرى التعبير عنه خلال زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.

العوامل هذه التي كانت خلف التصعيد الإسرائيلي الأخير مازالت قائمة لذلك فمخطط حكومة نتنياهو لشن عدوان واسع يبدأ متدحرجا أمر قائم لا يلغيه الحديث الإسرائيلي الأخير عن استعداد للتهدئة مقرون بتهديد وقح بارتكاب مجازر بحق شعبنا ،،، الأمر الذي يتطلب الحذر وتفويت الفرصة على دولة الاحتلال وبذل كل جهد ممكن لتجنيب شعبنا ويلات ما يخطط له قادة الاحتلال ، الأمر الذي يتطلب تحركا سياسيا فاعلا على المستوىين العربي الدولي والضغط لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها المتواصل ومخططاتها الدموية بحق شعبنا الفلسطيني، كما يتطلب في نفس الوقت على الصعيد الداخلي الإسراع في الاتفاق على آليات مواجهة العدوان بشكل موحد والعمل الجاد على توفير مقومات صمود المواطنين في ظل التوقعات التي تشير باستمرار العدوان ، الى جانب ضرورة الإسراع في مغادرة حالة المماطلة والتسويف في تنفيذ اتفاق المصالحة والبدء الفعلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اللقاءات التي عقدت مؤخرا وأفضت الى التوقيع على اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة على قاعدة واضحة لالبس فيها أن انهاء الانقسام واستعادة الوحدة هي الرد الصريح على استمرار العدوان.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت