غزة – وكالة قدس نت للأنباء
أكد الباحث الفلسطيني المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة على أن أخطر ما يمر فيه الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية هو هبوط قيمة الحياة الإنسانية لدى كل الجهات السياسية في إسرائيل.
ويوضح فروانة لمراسل وكالة قدس نت للأنباء بأن إسرائيل لم تعد تعير أي اهتمام لحياة وصحة الأسير معتبراً ذلك أمراً في غاية الخطورة، وخاصة أن أعداد الأسرى المرضى في حالة تزايد في ظل تفشى الأمراض الخطيرة داخل السجون، والذي تقابله مصلحة السجون بسياسية ممنهجة في الإهمال الطبي واصفاً ذلك بالجرائم.
وحذر فروانة من ارتفاع ظاهرة العزل الانفرادي وزيادة أعداد الأسرى المعزولين، وصفاً حالة خمس وعشرين أسير معزولين بالمأساوية قائلاً " هناك أسرى معزولين منذ عشرة سنوات وغيرهم منذ ثلاث وأربع سنوات، وهذا ينعكس بالسلب على حالتهم الصحية والنفسية".
وبين بأن إسرائيل بدأت تستخدم سياسة العزل الانفرادي لمدة شهر أو شهرين كنوع من أنواع معاقبة الأسرى، مشيراً إلى أن المعزولين أصبحوا يحلمون بالعودة داخل غرف السجن، وكافتهم من قيادات الحركة الأسيرة، وتعاقبهم إسرائيل كما تدعي أنهم أقدموا على تنفيذ أعمل ضدها.
ويقول فروانة إن "الأسرى بحاجة إلى تضامن من كافة الأطياف الفلسطينية، حتى يتمكنوا من مواجهة السياسة التعسفية التي تمارسها إسرائيل ضدهم، خاصة وأن أي احتجاج من قبل الأسرى يحتاج توحيد الصف الفلسطيني ليحقق الأسرى انجازاً"، متوقعاً أن تشهد السجون الإسرائيلية حملة احتجاج من قبل الأسرى في حال لم تتجاوب وتحترم إسرائيل حقوق الأسرى .
ويؤكد على أن موجة الاحتجاج التدرجية من قبل الأسرى الفلسطينيين تأتي كرد على سياسة مصلحة السجون ومن يقف خلفها من الجهات التشريعية والسياسية الإسرائيلية، نتاج لواقع مرير تمر فيه الحركة الأسيرة موضحاً بأن الوقع داخل السجون لم يعد يحتمل من قبل الأسرى.
ويوضح فروانة بأنه لا يمكن أن يقابل ما يجرى داخل السجون بصمت، معتبراً ذلك مخالفاً لكافة المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان، لافتاً إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية التي تشنها إدارة السجون ليست بجديدة ولكنها تتصاعد في الفترة الأخيرة.
ويذكر فروانة بأن حملة التصعيد بدأت في حزيران الماضي عندما أطلق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تصريحاته العلنية عندما قال " انتهت الحفلة" وكأن الأسرى كانوا في حفلة ويعيشون في نعيم، وقال حين ذاك " لم يعد هناك أسرى يحصلون على ماجستير في القتل، ولا دكتورة في الإرهاب" معتبراً أن تصريحات نتنياهو رسالة واضحة لكل من يعمل في إدارة السجون بالتصعيد اتجاه الأسرى.
ويقول الأسير السابق الباحث فروانة " بالفعل منذ تلك اللحظة وحتى الآن تتصاعد وتيرة الانتهاكات بشكل خطير" منوهاً إلى أنه بعد صفة "شاليط" زادت الأمور تعقيداً ومأساوية وكأن إسرائيل تحاول الانتقام من الأسرى في ظل وجود قرارات وتشريعات منها قانون شاليط تتيح مواصلة الانتهاكات.
وبين أن الحديث عن التصعيد بحق الأسرى يشمل كافة مناحي الحياة اليومية لهم قائلاً " الأمر صعب كنا نتحدث في السابق عن الحرمان من التعليم، والإهمال الطبي، ومعيقات في زيارة المحامين، والزيارة، ولكن الآن نتحدث عن كل شيء، وليس هناك في السجون شيء واحد يمكن أن نقول عنه إيجابي".
ويشير إلى أن الاعتداءات على الأسرى كانت مرة في الأسبوع، ولكن الآن على مدار الساعة وبشكل يومي، من خلال الإذلال وانتهاك الكرامة والمساس بشرف الأسيرات من خلال إجبارهن على التفتيش العاري وإذلال أهالي الأسري وزوجاتهم أثناء الزيارة.