23 خريف انتظار...شمعة القدر تخطف صبري ونادين وفرح

دير البلح - وكالة قدس نت للأنباء
في مشهد مهيب شيع آلاف الفلسطينيون في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة, اليوم الاثنين، جثامين أطفال عائلة بشير الذين قضوا جراء حريق نشب في منزل عائلتهم الليلة الماضية ، بفعل شمعه صغيرة جعلت حياة ذويهم أثرا بعد عين.

حقيقة مروعة عمت المدينة بل وكل قطاع غزة، حيث استفاق المواطنين على حدث أصابهم في الصميم بالحزن والألم والحسرة ، ثلاث أطفال في عمر الزهور وابتسامهم شاهد على عذوبتهم ،يخطفهم القدر ليصبحوا في صدر السماء، لأنهم أطفال ليس إلا.

مراسل وكالة قدس نت للأنباء يوسف حماد تحدث مع ذوي الأطفال، صبري، نادين، فرح، لكن الوالد رائد بشير في العقد الرابع من العمر وزوجته، كانا في صدمة لا توصف ، فلم يخرجا من المنزل حتى لوداع أبناءهم ، إلا بضغط من المواطنين وحضور رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية الذي شارك في تشيع جثامين الأطفال.

بعد إلحاح كبير يقول أحد أقرباء الأسرة المكلومة لمراسلنا باقتضاب،إن "رائد انتظر 23 عام حتى يرزق بأطفاله الذي بقى منهم واحد فقط خطفهم قضاء الله وقدره في لحظه ودون سابق إنذار، هو الموت فش عليه صغير ولا كبير، والله إنها مصيبة، وإيش بدنا نقول غير حسبيا الله ونعم الوكيل، وقدر الله وما شاء فعل ولله ما أخذ ولله ما أعطى".

وعند سؤاله عن إصابة أم الأطفال في الحريق قال وهو يخرج الكلمة مثقلة بكل حزن "ليس صحيح أمهم بخير تماماً، ولكن مصابة في النفس أصعب من البدن ".

هذا حال احد أقرباء الأسرة، فما بالُ الأب والأم الذين لم يقويا على رؤية أطفالهم جثث هامدة أثناء توديعهم، ويقول الطفل رمزي " 9سنوات" وهو صديق لأحد الضحايا " والله إنها حاجة صعبة أطفال صغار يموتوا ويكون معك طول الوقت، ويروحوا فجأة ، صعبة والله الله يرحمهم يا رب".

ويضيف وهو يحتبس الدموع في أعينه " ليش هذول الصغار يموتوا مش حرام مش بكفي الكبار بموتوا وكمان غاز فش، حدا بحس فش، حدا عندو كرامة، كل النفوس ماتت هلحين".

وحمل الناطق باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ بغزة أدهم أبو سلمية حمل من وصفهم "بمحاصِري قطاع غزة المسؤولية عن وفاة الأطفال الثلاثة", وطالب المؤسسات الدولية بتحمل مسؤولياتها إزاء الوضع الإنساني الخطير في القطاع".

وقرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، اعتماد الأطفال الثلاثة ، شهداء الشعب والوطن والثورة، وصرف مساعدة مالية عاجلة للأسرة المنكوبة في القريب العاجل، لتمكينها من مواجهة الألم الذي أصابها نتيجة الحادث المؤسف وترميم منزل الذي التهمته النيران.

ويعاني سكان قطاع غزة من أزمة وقود وكهرباء خانقة منذ أكثر منذ شهريا تقريباً، حيث تصل ساعات الانقطاع اليومي لأكثر من 18 ساعة، ويلجأ بعض السكان إلى تخزين ما يحصلون عليه بصعوبة من كميات وقود في منازلهم بهدف تشغيل مولدات الكهرباء والسيارات, إضافة إلى اعتمادهم على وسائل الإنارة البدائية مثل الشموع وقناديل الزيت.