الإرادة ، والشهادة ، والتدويل .. معركة الأسرى في اليوم ( 28 )

بقلم: مازن صافي


اليوم الـ28 من معركة الأمعاء الخاوية ..
في بداية متابعتي لقضية ومعركة أسرانا كتبت أن أسرانا يخوضون معركة الأمة العادلة .. وأنهم بجانب إرادتهم وألم ما يعانون وكل الصلف والتعذيب والإرهاب الإسرائيلي ضدهم وضد مطالبهم فقد قالوا كلمة البداية " إن النضال لتحرير الأرض بشتى وسائله سوف يستمر مادام بقي هناك طفل فلسطيني ... وفي اليوم السابع والعشرين من معركة الأمعاء الخاوية ، معركة الكرامة والتضحية بقولون " انه ليس أمامهم سوى خيارين، هما تحقيق كافة المطالب أو الشهادة. " . وقلنا أن هذه الثورة سوف تمتد وتتواصل لتصل كل بيت وحارة وقرية ومدينة ..
أكد الأسرى في يوم المعركة الــ27 أنهم بكل قوة وحزم ماضون بأمعائهم الخاوية مهما كلف الثمن وصولاً إلى الحد الأدنى من مطالبهم وفي مقدمتها، الإنهاء الفوري لمأساة العزل الانفرادي والسماح للمنوعين من القطاع والضفة بزيارة أبناءهم والعودة بأوضاع السجون الى ما قبل عام 2000 .. وبوحدتهم يؤكدون أنهم لن ينهوا إضرابهم إلا في حال التطبيق والتحقيق الفوري لمطالبهم، واثقين ان عمقنا الحقيقي في امتنا وفي مقدمتها مصر العزيزة .. وتصل الملحمة والإرادة إلى أعلى مستوياتها حين يقولون أنهم جاهزون حقاً للشهادة... وليسوا هواة جوع... ولكن الموت أهون عليهم من امتهان كرامتهم ... وقالوا إما الحياة بكرامة أو الموت بشهادة ..
وفي اليوم الـ27 لمعركة الكرامة والأمعاء الخاوية أكدت الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب المطلق لكافة حقوق الشعب الفلسطيني، موضحا وقوفه بكل حزم إلى جانب المعركة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ..
وفي جامعة الدول العربية طالب وفد من الأسرى المحررين من قطاع غزة والضفة الغربية بتدويل قضية الأسرى الفلسطينيين من خلال مؤتمر دولي تدعو إليه مصر لتعرف العالم بما ترتكبه إسرائيل من جرائم داخل سجونه ..
ومن المهم أن نذكر بدء من هذا المقال بعد الأحداث الهامة في يوميات المعركة ، فلقد ذكر شقيق الأسير بلال ذياب المضرب عن الطعام لليوم الـ76 على التوالي إن شقيقه تعرض لحالة إغماء طويلة، موضحا أن مصلحة السجون قامت بنقله من مستشفى سجن الرملة إلى مشفى "هساف هروفيه" المدني بسبب وضعه المتدهور إلا أن المشفى رفضه إدخاله بسبب وضعه الصحي الخطير
وكما أكدت وفاء أبو غلمى زوجة عاهد أبو غلمى والمعزول في سجن ريمون تدهور صحة زوجها بشكل خطير بعد 27يومًا من خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وتناقص وزنه أكثر من 11 كيلوغرامًا
كما توقف الأسير كمال عيسى، المتواجد في سجن "نفحة" الصحراوي، عن تناول شرب الماء، وذلك نظرًا "لتعنت إدارة السجون الصهيونية الاستجابة لمطالب الأسرى الفلسطينيين العادلة
وعلى صعيد التضامن الدولي فقد نظمت شبكة التضامن مع فلسطين في مدريد تظاهرة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ 27 يوماً ، حيث تظاهر نحو ثلاثين ألف متضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، في العاصمة الإسبانية مدريد، في مشهد مهيب أذهل المراقبين في العاصمة الإسبانية، وتقدمها عدد من قيادات وأعضاء منظمات المجتمع المدني في شبكة التضامن مع فلسطين، والجاليات الفلسطينية ، وكانوا مرددين الشعارات المنددة بالكيان الصهيوني، والمطالبة بإعطاء الأسرى الفلسطينيين حقوقهم
بعد 27 يوم من بدء معركة الأمعاء الخاوية فإن ما كنا نذكر به في يوميات مقالاتنا قد ظهرت معالمه الآن ، فها هي قضية الأسرى أصبحت تحمل عدة أبعاد منها الفلسطينية الشاملة والإقليمية والعربية ، ولكن على الصعيد الدولي لازال الصمت يخيم على الموقف ، وباعتقادي أنها بجانب الجهد المصري سوف تحدث ضغطا على إسرائيل وصولا لإنهاء الإضراب مقابل تنفيذ المطالب العادلة لهم .
وإن استمرار الإضراب في بداية الشهر الثاني للمعركة لن يكون كما هو الآن .. فالأمر ربما يختلف مع اختلاف الأحداث ، وكل حدث سوف يكون له ظروفه وتداعياته .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت