القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء
زعمت صحيفة "معاريف" العبرية على موقعها الالكتروني، السبت، أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" رصد في الفترة الأخيرة ما أسمتها المصادر الأمنية في (تل أبيب) بـ"الحرب الإرهابية الشعبية"، والتي تتمثل بقيام مجموعات من المقاومين الفلسطينيين غير المنظَمين بمحاولات لتنفيذ عمليات أسر لجنود ومستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.
وقالت الصحيفة العبرية على موقعها الالكتروني نقلاً عن جهاز الشاباك، إن شابين فلسطينيين من الخليل حاولا في الفترة الأخيرة اختطاف مستوطنة من كريات أربع، المتاخمة لمدينة الخليل المحتلة، وأن الجهاز رصد نشاطًا لخلايا وصف نشاط بعضها بأنه "شعبي"، وهو ينطوي بحسب "الشاباك" الإسرائيلي على خطر كبير، خاصة على ضوء نوايا أعضاء الخلايا تنفيذ عمليات اختطاف مختلفة، على حد زعمهم.
وبحسب مصادر "الشاباك" الإسرائيلي، كما كتبت الصحيفة العبرية، فهذه هي المرة الثانية التي يكتشف فيها جهاز الأمن العام محاولات لتنفيذ عمليات اختطاف ضد إسرائيليين في الضفة الغربية، وذلك بعد أنْ تبين أن الخلية التي حاولت اختطاف مستوطنة من كريات أربع مكونة من ثلاثة أفراد من عناصر حماس من سكان الخليل.
وزعمت الصحيفة العبرية، أن قائد المجموعة هو سليمان محمد القواسمي البالغ من العمر 21 عاماً، وأنه سبق له وأن اعتقل وسجن لعدة سنوات، وكان اعتقل في الماضي بتهمة مساعدة شقيقه ماجد الذي شارك في نقل العناصر التي نفذت عملية فدائية في ديمونا في شباط/ فبراير من العام 2008، وتم الإفراج عن شقيقه ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و(إسرائيل) قبل أكثر من نصف سنة.
وأردفت الصحيفة قائلةً:" إن جهاز الأمن العام كشف عن أن الخلية المذكورة والتي قادها محمد سلميان القواسمي قد اعتقلت قبل أسبوعين، وأن أفرادها قد اعترفوا بمحاولتهم اختطاف مستوطنة إسرائيلية بعد أن زرعوا عبوات ناسفة عند السياج المحيط بمستوطنة كريات أربع، لفحص رد الجيش الإسرائيلي ويقظته ثم فتح ثغرة في السياج والتسلل للمستوطنة وتنفيذ عملية الاختطاف.
ولفتت الصحيفة أيضًا، نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية وُصفت بأنها عالية المستوى، أن حركة حماس تكثف في الآونة الأخيرة من نشاطها لبناء قاعدة قوية وبنية تحتية في منطقة الخليل، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية اكتشفت مؤخرا خليتين إضافيتين، إحداهما في بلدة يطا والثانية في حلحول وقامت المخابرات الإسرائيلية باعتقال أفراد الخليتين بعد أن حاولوا زرع عبوات ناسفة وتنفيذ عمليات اختطاف جديدة لمستوطنين في الضفة لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى، على حد تعبير المصادر عينها.
في سياق ذي صلة، قال تقرير لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي "إنه على الرغم من الهدوء الذي يسود المنطقة الحدودية مع قطاع غزة فإن الجيش الإسرائيلي بدأ بإجراء استعدادات على طول الحدود مع القطاع، في ظل حالة استنفار دائمة لإحباط عمليات أسر محتملة لجنود إسرائيليين، وتفكيك عبوات ومواجهة الكمائن المسلحة".
وقال مراسل الشؤون العسكرية الإسرائيلية للإذاعة "طال أفرام"، الذي قام بجولة في المنطقة اطلع خلالها على التدريبات التي تجريها الوحدات العسكرية المنتشرة على طول الحدود مع قطاع غزة:" إن أول ما لفت نظره هو أن ساعة واحدة فقط تفصل بين الأجواء الهادئة في وسط (إسرائيل) وبين الواقع المتوتر في المنطقة التي يُطلق عليها غلاف غزة".
ونقل المراسل عن أحد الضباط قوله:" إن جنوده لا يحاربون فقط الطرف الآخر، وإنما يحاولون عدم الاستسلام للروتين والتراخي"، واصفاً طبيعة العمليات بأنها "منهكة جداً".
وأضاف:" الواقع مضنٍ جداً، حيث نواجه عدواً في الطرف الآخر لا نراه أحيانًا، ولكنه يقظ دائماً وينتظر أن نرتكب أي خطأ".
وأشار مراسل إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أنه يتم تحضير الجنود جيداً قبل الذهاب للخدمة على الحدود مع غزة وأن كل جندي يشاهد قبل التوجه للخدمة الميدانية شريطًا وثائقيًا للجندي الأسير سابقاً غلعاد شاليط، بهدف إيصال رسالة للجنود بأن الهدوء أحيانا يكون خادعاً، ولحثهم على عدم التراخي ولو للحظة واحدة، خصوصاً وأن عملية أسر شاليط تمت في وقت كان فيه الهدوء سيد الموقف".
ولفت إلى أن الخوف من عملية الأسر القادمة تحوم في الأجواء في منطقة غلاف غزة وأن القادة العسكريين يحثون جنودهم طوال الوقت على القيام بكل ما في وسعهم من أجل منع عمليات الأسر حتى لو أدى ذلك إلى إطلاق النار على زميلهم وقتله مع خاطفيه.
وأشار إلى أن الجنود المتمركزين ضمن الكمائن بين الأشجار يتمنون أن ينقضي الشهر المتبقي لهم لإنهاء خدمتهم بسلام.