القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
كشف النقاب في محكمة الصلح الإسرائيلية بالقدس المحتلة، عن سلسلة جرائم سرقة وسطو مسلح، نفذها ثلاثة من قوات "حرس الحدود" التابعة للشرطة الإسرائيلية، أحدهم عربي من فلسطينيي 48، ضد عمال ومواطنين فلسطينيين فقراء، مستخدمين سلطتهم كمحتلين وكونهم مسلحين ويرتدون الزي العسكري.
وجاء في الدعوى التي قدمتها وحدة التحقيق مع رجال الشرطة في وزارة القضاء الإسرائيلية، أن الثلاثة اعتادوا على الخروج من قاعدتهم العسكرية من دون تصريح، والاعتداء على فلسطينيين ونهب أموالهم.
وقرر القاضي دوف فولوك أن هناك أساسا متينا من الشبهات لإدانتهم ورفض إطلاق سراحهم، "«كونهم يشكلون خطرا على أمن الجمهور، على الرغم من أن المبالغ التي سرقوها قليلة".
وأضاف القاضي أنه يخشى من أن يحاولوا ترهيب الضحايا من الفلسطينيين، خصوصا أن هناك احتمالات للوصول إلى المزيد من الضحايا الذين تعرضوا للسرقة منهم ولم يبلغوا الشرطة بعد. ولذلك فقد أمر بتمديد اعتقالهم خمسة أيام حتى ينتهي معهم التحقيق.
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن عناصر "حرس الحدود" المعتقلين، اعترفوا بوجودهم في الأماكن التي حصلت فيها جرائم السرقة إلا أنهم نفوا التهم الموجهة لهم. والثلاثة هم عوزيئيل حنون وأسامة الساحلي ورؤوبين دهوكركر، وجميعهم شبان في مطلع العشرينات من العمر. وقد اعتقلوا يوم الأربعاء الماضي من قبل عناصر وحدة التحقيق مع أفراد الشرطة، وذلك بعد ضبطهم متلبسين وهم يقومون بجر فلسطيني إلى زقاق جانبي ويحاولون سرقة أمواله.
وخلال التحقيق مع المواطن الفلسطيني روي أنهم طلبوا منه النقود التي في حوزته وأنه أخبرهم أن ما معه هو حصيلة عمله وشقاه طيلة ذلك اليوم بما يعادل 100 دولار. وراح يرجوهم أن يتركوه لحاله فرفضوا.
وبحسب وحدة التحقيقات فإن معلومات تجمعت لديها عن أربع عمليات سرقة أخرى، نفذها الثلاثة في الأسبوع الأخير، اثنتان منها يوم الاثنين الماضي. وبحسب الوحدة أيضا فإن الحديث عن قضية خطيرة تم تنفيذها بشكل منهجي، وأن هناك حالات أخرى لا تزال قيد التحقيق.
ونقل عن ممثل وحدة التحقيقات قوله إن عناصر حرس الحدود اعتادوا التركيز في اعتداءاتهم على مواطنين بسطاء وفقراء، وخاصة العمال. فكانوا يتوجهون للعامل بقسوة وفظاظة متهمين إياه بالمكوث غير القانوني في إسرائيل. ثم يقتادونه إلى أحد الأزقة القريبة في البلدة العتيقة من القدس المحتلة، وهناك كان يتم ضربه ونهب الأموال الموجودة بحوزته.
وجاء على لسان ممثل التحقيقات أنه في إحدى جرائم السرقة المعروفة للمحققين وقع ضحيتها أحد سكان مدينة رام الله الذي سافر إلى أسدود عن طريق القدس وعمل هناك وتلقى في المقابل 400 شيقل (110 دولارات). وعندما عاد إلى القدس قام عناصر الشرطة بجره إلى زقاق قريب، ونهبوا المبلغ بعد أن اعتدوا عليه بالضرب، وطلبوا منه التوجه إلى رام الله من دون أن يلتفت إلى الوراء، واضطر الأخير إلى تسول أجرة الطريق إلى رام الله، من أحد المواطنين في القدس.