رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أثار تلويح إيهود باراك وزير الجيش الإسرائيلي بانسحاب أحادي الجانب من الضفة الغربية ردود فعل مختلفة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ففي حين وجه مسئولون إسرائيليون انتقادات شديدة اللهجة إزاء هذه الدعوة، اعتبرتها السلطة الفلسطينية دعوة مرفوضة وتُمهد الطريق لفرض حل الدولة ذات الحدود المؤقتة.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني خليل شاهين أن "طرح فكرة أحادية الجانب من باراك في هذه الفترة لحل القضية الفلسطينية تنم عن تساوق بين مواقف باراك ونتنياهو وحليفه الجديد شاؤول موفاز".
ويقول شاهين في حديث لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" في رام الله إن "هذا المبدأ يعني فرض حلول مؤقتة على الجانب الفلسطيني بمساحة لا تتجاوز الكثير من الأرض التي تسيطر عليها السلطة الوطنية الفلسطينية في الوقت الحالي، وفرضها بالأمر الواقع على الجانب الفلسطيني لتصبح نهائية".
ويوضح بأن "موقف باراك يعني اقترابه أكثر فأكثر من نتنياهو بشأن تسوية مؤقتة تفرض على الفلسطينيين تقوم على دفع خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة أكثر فأكثر إلى الإمام لتحويله إلى أمر واقع، وتدعم هذا الحل المخططات الاستيطانية الجارية من خلال تغيير الواقع على الأرض من خلال المستوطنات" .
ويعتبر المحلل شاهين أن بارك عاد ليؤكد ما ألمح إليه نتنياهو سابقا بشأن تسوية مؤقتة، أما موفاز فسبق الاثنين عندما طرح حلولا لدولة مؤقتة تصل مساحتها من 50 إلى 60 بالمائة كدولة للفلسطينيين بدون القدس والأغوار, وهو ما أكدته صحيفة "هارتس" العبرية إزاء صمت رئيس الوزراء نتنياهو، الذي يتضمن إجابة ضمنية بوجود تنسيق بين الرجلين اللذين تسود علاقتهما انسجاما كبيرا في القضايا الإستراتيجية، كما يرى خبراء.حسب الصحيفة.
ويرى محللون إسرائيليون أن "تصريحات باراك غير واقعية في الوقت الحالي، إلا أنها تشير إلى تنامي قناعات لدى القيادة السياسية الإسرائيلية باستحالة بقاء الحال على ما هو عليه".
يشار إلى أن باراك كان رئيس الحكومة الذي نفذ الانسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب من جنوب لبنان، في حين كان موفاز الذي انضم حديثا إلى حكومة نتنياهو، وزير الجيش الذي نفذ الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة في عهد حكومة شارون.
ويعتقد شاهين أن باراك طرح هذه الفكرة في هذا الوقت بالذات كبالون اختبار لجس نبض الفلسطينيين في خطوة منسقة مع نتنياهو للضغط على القيادة الفلسطينية، من أجل العودة إلى المفاوضات بدون الحديث عن وقف الاستيطان.
وكان باراك لوح الأربعاء الماضي في كلمة له أمام مؤتمر معهد الأبحاث ودراسات الأمن القومي في تل أبيب بأنه في حال فشل المفاوضات مع الفلسطينيين، فيجب التفكير جديا في الانسحاب الأحادي الجانب من الضفة الغربية.
ويرى شاهين أن تصريحات باراك تشير إلى تنامي قناعات لدى القيادة السياسية الإسرائيلية باستحالة بقاء الحال على ما هو عليه.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه إن "أي خطوات إسرائيلية أحادية تؤدي إلى قيام دولة ذات حدود مؤقتة هي مرفوضة," وأضاف أن "هذه السياسة تؤدي إلى استمرار الصراع ولا تؤدي إلى حل بل تنهي فكرة حل الدولتين".
ويؤكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أنه لا يمكن العودة للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية في ظل الوضع الراهن، إلا بالاستجابة للمطالب المتعلقة بوقف الاستيطان في كل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدس، واعتراف الاحتلال بحدود الدولة الفلسطينية على كل الأراضي المحتلة عام 1967.
ويعتبر أبو يوسف أن تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي حول اتخاذ إجراءات أحادية الجانب في الضفة الغربية إذا ما فشلت المفاوضات، بمثابة إعلان الحرب من قبل الاحتلال ومن قبل مستوطنيه المتطرفين على الشعب الفلسطيني في محاولة لكسر صموده هي معركة قائمة أمام الصمود الفلسطيني وأمام التحدي الفلسطيني".
يقول عضو اللجنة التنفيذية أبو يوسف"في الأساس المفاوضات غير موجودة الآن، وما تصريح باراك إلا تأكيد على أن حكومة الاحتلال تراهن على تفتيت الواقع على الأرض والتمهيد لإعطاء دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة على بعض الأراضي في الضفة دون عاصمة لها وهي القدس، ودون سيطرة فلسطينية على الأغوار والحدود"، موضحا "ولذلك حكومة الاحتلال تحاول أن تمهد وتذر الرماد في عيون المجتمع الدولي لتقول له نحن نعمل على إعطاء الفلسطينيين دولة والتي يتحدث عنها العالم أجمع بحيث تكون هذه الدولة محصورة في كانتونات دون تواصل جغرافي".