الوطن الذى نريده

بقلم: عزام الحملاوى


من الصعب أو حتى من غير المقبول أن يتحدث اى مواطن باسم فئة أو حركة أو تنظيم أو شعب إذا لم يكن مخولا بالحديث عنهم, ولكن اسمحوا لي هنا أن اسأل وأجيب واعبر عما يجول بخاطري وبخاطر كل الشرفاء والأحرار من أبناء الشعب الفلسطيني: ماهو الوطن الذي نريده ؟؟؟؟؟؟؟؟
نريد وطنا يحكم فيه الدستور والقانون, وليس الحكام وأزلامهم والأجهزة الأمنية, التي تمتهن كرامة المواطن والقيم الإنسانية النبيلة,وطن به جيش وطني يحمى حدوده وليس حدود عدوه, يحترم شعبه ولا يقمعه, وزرائه مستقلون ومهنيون ومتخصصون وأصحاب خبرة يسهرون على رقى الوطن وخدمة المواطن, ويتفانوا في راحته والحد من مشكلاته, ولا يستغلوا مناصبهم لتوظيف عائلاتهم وأصدقائهم, ويكون من السهل مساءلتهم تحت قانون من أين لك هذا؟؟ ومن ثم محاسبتهم إذا اخطئوا او سرقوا0
نريد وطنا تسوده الحرية والديمقراطية التي تكفل المساواة الكاملة في الحقوق لكافة أبناء الشعب بدون تمييزً, وتضمن لهم الشراكة والتعبير بكامل حرّيتهم, وشعورهم بالعدالة الاجتماعية, وعدم التمييز بين الرجل والمرأة, وطن لا مكان فيه للبطالة, أو العيش على التسول, ويضمن الحقوق الأساسية للمواطنين من عمل وتعليم, وصحّة, وضمان اجتماعي وغيرها , بحيث لايشعر المواطنين بأنهم رعايا أو عمال سخرة, فيفقدوا الإحساس بالولاء والانتماء للوطن, فيكثر الفساد والفاسدين, والاعتداء على المال العام 0
نريد وطنا يبنى على العلم والتكنولوجيا, ولا يبنى على الواسطة أو الكوته او المحاصصة, يبنى على أسس سليمة تساهم في بناء المواطن الإنسان الملئ بالشعور بالواجب الوطني قبل أن يفكر بالحقوق الشخصية والعائلية, وهذا سيقودنا إلى نهضة اقتصادية, وعلمية, وسياسية, وصحية, ووطنية, وإنسانية ستساهم في بناء الوطن وتقدمه وازدهاره0
نريد وطنا تصان فيه المعتقدات الدينية والسياسية في ظل نظام ديمقراطي, يقوم على أساس حرية الرأي وعدم تكميم الأفواه, وإنشاء الأحزاب, ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية, واحترام الأقلية لقرارات الأغلبية 0
نريد وطنا يشعر أبنائه بروح الانتماء والولاء والإخلاص في العمل دون الشعور بعطية او بإحسان أو الرقابة من احد لشعورهم بان الوطن للجميع, وهذا سيساعد على إعادة نشر القيم النبيلة التي تزرع المحبة والتسامح في العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد دون كره او ضغينة او حقد, ولانريد وطناً يجيز التخوين والإلغاء وإلاقصاء ويصادر الحقّوق, او وطناً يعتبر الشتائم والإهانة فيه عملاً وطنياً ويعيش شعبه تحت وطأة الخوف والرعب 0
نريد وطنا يملك إعلاما مهنيا ونزيها يعمل على خدمة وطنه,ويمثل كل أنواع الطيف الفكري والثقافي و السياسي والاجتماعي, ويبتعد عن الكذب والتحريض وتشويه الحقيقة ويلتزم برسالته النبيلة وهي نقل صور الواقع دون تزييف وإيصال الخبر بموضوعية ، ويرسخ الثقافة المدنية لان الكلمة تصنع فكراً، وهذا الفكر يجب أن نسعى إليه ويكون مركز اهتمامنا الذي نريده، إيماناً منا بأن الانتماء الوطني هو جزء من عقيدة راسخة في عقولنا وقلوبنا0
نريد وطنا يؤثر ولايتاثر,قوى وموحد بشعبه وأرضه وليس منقسما ومهملا ينهش به الجميع ممن حوله, ويتاجروا بشعبه وقضيته بمساعدة زعمائه وقياداته,نريده صلبا قادرا على مواجهة التحديات والعدو الصهيوني ,ويكون جزءا من امة عربية كبيرة, ولايكون شريحة او فئة او تنظيم لايستطيع حماية احد, ولايخيف عدوا, ولايجد احترام صديقا0
ولكي نستطيع العيش بوطن مثل الذي نريده أصبح لزاماً على قادته أن يختاروا أقصر الطرق للوصول بالبلاد إلى بر الأمان، بان ينهوا الانقسام ليحولوا فلسطين إلى وطن منتج وآمن متقدم ومزدهر وديمقراطي يتسع لكل أبنائه, ويجد فيه كل مواطن عزته وكرامته. إن الوطن الذي نريده ليس بالمستحيل ولا هو مجرد حلم ,بل يمكن أن يكون الوطن الفلسطيني إذا اتفق قادته وتخلوا عن الخلافات والانقسام, والنزاعات الفصائلية, والأنانية والمصالح الشخصية, والسرقات والاختلاسات, وتمرير الأجندات الخارجية ,ووضعوا مصلحة وطنهم وشعبهم نصب أعينهم واثقين من قدرة وعظمة هذا الشعب على صناعة المستحيل0هذا هو الوطن الذي نحلم به ونريده, ويجب أن يعمل الجميع على تكوينه وإيجاده, وان نكون حريصين على الانتماء والولاء والتفاني في حبه والإخلاص له0

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت