الفلسطينيون وتحقيق اهداف ثورتهم

بقلم: مصطفى إبراهيم


شدتني مقولة رددها احدهم امامي “عشان تبقى اخواني او سلفي محتاج تربي ذقنك فقط، لكن عشان تبقى ليبرالي محتاج تقرا الف كتاب”، انا مدرك تماما انه ليس صاحبها، بل هو مجرد ناقل لها، وربما لم يقرأ الف كلمة في حياته، ومن دون ان يدرك انه واحد من أولئك الاشخاص الذين يثيرون الشفقة والسخرية لسطحيتهم، وهم أسوء من ادعياء الدين والعارفين به.

الفلسطينيون المنتمون للتيار العلماني واليساري في قطاع غزة منذ اندلاع الثورة المصرية يضيعون اوقاتهم في البحث عن كشف سلبيات الخطاب الاسلامي خاصة الإخواني، وازداد غضبهم في اوج الدعاية لانتخابات الرئاسة المصرية وفوز محمد مرسي مرشح جماعة الاخوان المسلمين.

وبدل من التركيز في قضاياهم وما تبقى لهم من وطن وإنتاج خطاب وطني توحيدي ينهي الانقسام ويعزز من صمودهم لمواجهة الاحتلال ويكون مقنع للناس في مواجهة القادم من الايام، نسمع منهم كلام وترديد شعارات، وأصبح شغلهم الشاغل تصيد التصريحات لقادة الاخوان وكأنهم جزء ومكون اصيل من الشعب المصري، والحديث بان الاخوان اختطفوا الثورة، وان ما جرى في مصر هو اختطاف لإرادة الناخب المصري، مع ان كل ذلك لا يقدم ولا يؤخر الان.

ما يجري في مصر ليس بعيدا عنا ويؤثر بنا في جميع مناحي حياتنا، وفي مصر أجريت انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وفاز مرشح الاخوان مرسي برئاسة مصر، كيف اخرجت وما هي التفاهمات التي تمت بين جماعة الاخوان المسلمين او كما يسمونه الدولة العميقة ورمزها المجلس العسكري ليس شانا لنا، ما يهمنا ان تكون مصر بخير وتعود لدورها الكبير والمؤثر وسند حقيقي للقضية الفلسطينية.

من حق الناس ان تقلق لما وصلت اليه احوالهم، لكن ان نظل نلقي باللائمة على الاخوان وفوز مرشحهم، والبحث في مكامن خطورة رئاسته لمصر والكشف عن اخطاؤه قبل ان يبدأ عمله، هذا ليس حق لنا، من يحق لهم توجيه النقد ومراقبة سلوك وتصرفات الرئيس الجديد هو الشعب المصري الذي من حقه ان يمرر عيشته، ان لم يوفي بتعهداته ولم يكون على مسافة واحدة من كل المصريين، من دون تمييز ويلتزم بالقانون.

ان نكون فلسطينيين علينا الكف عن البحث في قضايا وخطايا الاخرين، وخطايانا فاقت كل الحدود، ولم نستطع حتى الان وضع حد لهذا العبث بقضيتنا، والشروع في اجراء مراجعات نقدية وان نصب غضبنا على اهل الانقسام الذين خذلونا ولا يزالوا بتقديم النموذج السيئ في الدفاع عن حقنا وقضيتنا.

ما يثير الدهشة ان هؤلاء من ادعياء الليبرالية والذين يخوضون معارك التصريحات والشعارات ولا يمارسون سوى ترديدها والتصيد للآخرين في بلاد ليست بلادنا وكشف عوراتهم، لم يحزنهم ما تمر به قضيتنا الوطنية ولم يثير غضبهم انتهاك الحريات العامة والأكاديمية، على سبيل المثال ما جرى مع الدكتور موسى الريماوي في جامعة بيرزيت والإرهاب الفكري الذي تعرض له ومنعه من التعبير عن رأيه بحرية.

معارضة الرئيس المصري هي من حق الشعب المصري واجب وحق لكل مصري، نحن محرومون من العيش بكرامة وحرية وغياب الديمقراطية، فلا تنمية او رفاهية بدون وحدة حقيقية، حتى الان لم نحقق أي من اهدافنا بالحرية والكرامة، فواجبنا تحقيق على الاقل ما تبقى من اهداف ثورتنا والدفاع عن حقوقنا الاساسية وإبرازها والضغط على طرفي الانقسام لإتمام المصالحة الفلسطينية، والتفرغ لاعادة بناء ما دمرناه بأيدينا، فمعاناة الفلسطينيين في كل اماكن اللجوء وليس فقط في فلسطين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت