السفير الأردني ينفي اشتراط بلاده التنازل عن الجواز الفلسطيني

رام الله– وكالة قدس نت للأنباء
نفى السفير الأردني لدى السلطة الفلسطينية عواد السرحان طلب دائرة المتابعة والتفتيش بوزارة الداخلية الأردنية من المواطنين الفلسطينيين التنازل عن جواز سفرهم الفلسطيني، مقابل الحصول على جواز أو جنسية أردنية، واصفاً الأنباء بشأن الطلب بأنها محض تلفيق مغرض، وإشاعات عارية تماماً عن الصحة.

وقال الدبلوماسي الأردني خلال استقباله نخبة من الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بمقر سفارة المملكة الأردنية برام الله إنه "التقى وزير الداخلية د. سعيد أبو علي للتو، وأكد له عدم صحة هذه المعلومات، مرجحاً أن تصدر السفارة في الساعات القليلة المقبلة بلاغاً رسمياً بهذا الشأن وقال إنه "وصله من العاصمة عمان".

وأكد السرحان حرص المملكة وسعيها الدائم للمحافظة على الهوية الفلسطينية، وحماية الحقوق الفلسطينية، وإبراز الهوية الوطنية للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى قضية الأردن الأولى حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال السرحان" أبلغت الدكتور ابو علي بوضوح أن الداخلية الأردنية لم تطلب وثيقة تنازل عن الجواز الفلسطيني للحصول على جواز أردني، وعلى نحو قاطع، وسنرسل بلاغاً خطياً بهذا الشأن يعين الداخلية الفلسطينية على توضيح الأمر للمراجعين."

وأشاد السفير السرحان بعلاقات التعاون والتنسيق المشترك والتشاور الدائم القائمة بين الشعبين والقيادتين الشقيقتين، لما فيه مصلحة مشتركة عليا للأردن وفلسطين في آن واحد، مقدراً أن العلاقات الفلسطينية الأردنية اليوم في أعلى مستوياتها.

وتابع موضحاً للوفد الصحفي" سمعت من وزير الداخلية أن مواطنين مراجعين يطلبون من الوزارة برام الله وثيقة موافقة بالتنازل عن الجواز الفلسطيني بزعم أن الأردن تطلبها من اجل منحهم جواز سفر أردنياً.. بخلاف الحقيقة."

وقال السرحان"هذا ادعاء لا أساس له من الصحة، وزارة الداخلية الأردنية لم تطلب.. ولم نسمع هذا الإجراء الذي يروج له البعض ويطلق الإشاعات، مقدراً أن البعض راجع الداخلية الفلسطينية وقدم طلباً من هذا القبيل بقصد الحصول على الجواز الأردني بطريقة أو أخرى. واجتهد أن هذه الخطوة قد تبرر أو تسرع حصوله على طلبه."

ولفت الدبلوماسي إلى أن وزارة الداخلية الفلسطينية طلبت من الأردن تزويدها بشيء رسمي لتوضح لهؤلاء المراجعين أن الطلب المزعوم لا وجود له على ارض الواقع. وأردف.. "تلقيت للتو رداً رسمياً وسننوه عنه في الإعلام الفلسطيني. "

واستعرض السفير خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقتين والجهود التي تبذلها المملكة بقيادة وتوجيهات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدعم صمود الأهل في القدس وحماية وصون القدس والمقدسات والحقوق الفلسطينية عامة وفي دعم القيادة والشعب الفلسطيني على مختلف الصعد والمستويات وفي مختلف المحافل والمنابر ومن اجل تخفيف المعاناة اليومية على طريق قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك قبل أن يطلع الوفد على حقيقة الأوضاع الداخلية في المملكة وعملية الإصلاح التي تجري في الأردن منذ سنوات برغبة وتوجيهات الملك عبد الله الثاني.

وتوقف السرحان أمام زيارة الملك عبد الله الثاني إلى رام الله لناحية أهميتها ودلالاتها والعنوان وهي زيارة وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعظيمة والتاريخية إضافة إلى أن كل مكونات الشعب الفلسطيني حملت انطباعاً عالياً ورفيع المستوى بخصوص الزيارة وهو ما اعتبره السفير دليلاً على مكانة الأردن والهاشميين في نفوس الفلسطينيين جميعاً.

ولفت السفير أن الزيارة كان لها عنوان واحد وعبر عنه الملك عندما قال "ماذا تريدون أن نعمل من أجلكم"، في وقت كان فيه الحديث عن توجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة ووقف مساعدات أمريكية للسلطة وقضايا المصالحة واستئناف المفاوضات وفي خضمها أردف السفير.."جاء جلالته يحمل هذا العنوان "ماذا تريدون ان نفعل من أجلكم".. نحن نستطيع الذهاب إلى دول العالم وكل المحافل ودول صنع القرار خدمة للشعب الفلسطيني، ونستطيع بلوغ أي مكان لا يستطيع الوصول إليه المسؤول الفلسطيني، حيث للأردن علاقات تاريخية مبنية على المصداقية والاحترام."

الدولة الفلسطينية ..
وأوضح السرحان قائلا"اننا في الأردن ومن البداية نضع كل ثقلنا السياسي الكبير الذي تتمتع به المملكة من اجل القضية الفلسطينية التي تشكل الأولوية للقيادة الأردنية وتابع.. "الربيع العربي" فرض ظروفاً جديدة على المنطقة حيث كل دولة باتت معنية بشأنها الداخلي، وبالنسبة للأردن ما زالت القضية الفلسطينية هي الأولوية له، وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو مصلحة أردنية عليا هي مصلحة للفلسطينيين."

وقال"ننطلق من قاعدة أن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين وأنه يحب أن تقام الدولة وفق القرارات الدولية ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي والفلسطيني الإسرائيلي وموقفنا واضح وضوح الشمس."

القدس المحتلة..
وفيما يتعلق بالقدس المحتلة أوضح السفير الأردني أن" هناك التزاماً ودوراً تاريخياً للهاشميين في رعاية الأماكن المقدسة، وأن اتفاقية السلام بين المملكة وإسرائيل نصت على ذلك بوضوح، وهو دور، وقال إنه محترم ومقدر من كل الأطراف، وبما فيها السلطة الوطنية باعتباره موضوعاً مهماً وقد يكون حساساً في بعض الحالات والسلطة الوطنية تدعم هذا التوجه والدور لما له من أهمية في الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس. "

فتاوى سياسية..
ورفض السفير السرحان فتاوى دعت إلى عدم زيارة القدس وقال "ظهرت مؤخراً أصوات نشاز تحرم على العرب والمسلمين زيارة القدس، ولفت في المقابل إلى أن الزيارات الأردنية تواصلت قبل وبعد هذه الفتاوى السياسية وستستمر بإذن الله للقدس".

وقال في هذا السياق إن "الحديث عن القدس مختلف عن الحديث عن باقي المدن والعواصم وهي تمثل للهاشميين ولكل عربي ومسلم قيماً دينية وحضارية وشرعية وسياسية، والقدس تمثل رمزية جامعة للعرب المسلمين والمسيحيين وللمسلمين، وموقفنا ينطلق من منطلقات ثابتة في التعامل مع القدس والوضع الفلسطيني ومن منطلق ديني وشرعي وتاريخي وسياسي وهي عوامل تجمع لتخدم القضية وفي مواجهة عمليات التهويد ومحاولات لتغيير الوجه الحضاري للقدس وإحداث اختلال ديموغرافي لصالح إسرائيل من خلال التهجير بالتضييق ووسائل شتى."

وقدر أن" القدس وبناء على مطالب ابنائها الذين التقى وفداً عنهم مؤخراً، تحتاج لتعزيز صمودها الآن أكثر وخاصة في مجالي التعليم والإسكان لدعم الأهل." وتابع في هذا الصدد "نحاول ما نستطيع وندعم المنهاج العربي وفتح مدارس جديدة والمحافظة على القائم منها بالترميم والصيانة، ومشروع مدرستي فلسطين الذي ترعاه جلالة الملكة رانية ساهم في عدم تهويد العملية التعليمية في المدينة."

وأردف.."هناك مطالب عديدة نتعامل معها ضمن الإمكانات الاقتصادية المتاحة، ولكن لناحية المواقف السياسية نبذل كل الجهود من خلال اليونسكو، والمجتمع الدولي واضح باتجاه موضوع القدس وبما في ذلك وضع القدس على لائحة التراث العالمي للحفاظ على المقدسات وآخرها الموقف من المخطط الإسرائيلي تجاه باب المغاربة. الأردن بقيادته يبذل جهداً متواصلاً وسيواصل جهوده حتى إقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني وعاصمتها القدس والتي هي والمقدسات وصية ووديعة لدى الهاشميين وهم اهل لحمل الأمانة والمسؤولية."

تسهيلات جمة..
وعلى صعيد التعامل اليومي قال السرحان"نقدم تسهيلات كثيرة عبر المعابر التي ننظر اليها باعتبارها مراكز عبور مؤقته، هناك من يطالب فلسطينياً بتوسيع القاعات وتحسين المبنى من ناحية جمالية، ولكننا نتعامل معها كمعابر مؤقتة ولا نريد أن نثبتها كنقاط حدود، حتى تقوم الدولة الفلسطينية حتى لا تصبح حدوداً بين الشقيقين ويعتمدها الجانب الإسرائيلي وهي تقدم خدمات ضمن الإمكانات المتاحة". وقال "نحن نجتهد في تلبية المطالب وفي هذا الصدد زارني وفد من القدس وتحدث احد اعضاء الوفد عن معاناة المعاقين على الجسر وأجريت اتصالاً في ذات اليوم وخلال فترة وجيزة تم تأمين حافلة خاصة لنقل ذوي الاحتياجات الخاصة من جسر الملك حسين الى اللنبي بالمجان طوال ساعات الدوام".

وأضاف "بالتوازي نبذل ما بوسعنا لمد يد العون للاشقاء، وقوافل الخير الهاشمية لم تنقطع والخدمات الطبية والتواصل الاجتماعي وعدم الممانعة للمواطن الفلسطيني تنجز بزمن قياسي للغاية والحالات الاستثنائية يتم التعامل معها فوراً وحتى في العطل الرسمية هناك فريق مناوب برئاسة دبلوماسي لتلبية الحالات الاضطرارية خدمة للأشقاء".

الرئيس عنوان الشرعية..
وأوضح السرحان"نحن في الأردن عنواننا هو الشرعية الفلسطينية التي يمثلها الرئيس أبو مازن، ونحن نقدم الخدمات للمواطن الفلسطيني بغض النظر عن الانتماء السياسي أو مكان سكناه في الضفة أو القطاع."

وقال "نحن نتطلع إلى نقل الزيارات ولقاءات المسؤولين الأردنيين التي كانت تتم في العاصمة عمان إلى فلسطين، ومنذ توليت مهام منصبي طلبت من الجهات الأردنية ذات العلاقة أن تكون هذه اللقاءات الرسمية في رام الله. وبالتوازي ولتحقيق الفائدة طالبت الوفود الأردنية التي تصل إلى فلسطين أن تقوم بجولات في الأراضي الفلسطينية للوقوف على حقيقة الأوضاع وتفاصيل ما يجري وما يتعرض له الأهل من معاناة واعتداءات وفعلاً زارت الوفود مختلف المدن والتجمعات واطلعت على واقع حياة الناس اليومية والإشكالات التي تخلقها لهم إسرائيل. أكثر من 18 زيارة رسمية تمت العام الأخير وتوجت بزيارة جلالة الملك وعدد من الوزراء والمسؤولين والقطاع الخاص وممثلي المؤسسات الأردنية".

اللجنة المشتركة..
وقال "أيضاً نحن نسعى ونتطلع إلى أن تنعقد اللجنة العليا الفلسطينية الأردنية في رام الله وتم الاتفاق على مواعيد معينة لمناقشة الاتفاقيات ومختلف القضايا الثنائية، ولكن بسبب تغيير الحكومة وظروف المصالحة تم تأجيل الاجتماع بطلب فلسطيني، وبتقديري أن الأمور تسير نحو الأفضل ونحن نؤمن أن أمن فلسطين من أمن الأردن وفي هذا الإطار هناك تعاون بين وزارتي الداخلية والأجهزة."

وبخصوص اتفاقية السلام الأردنية مع الجانب الإسرائيلي قال"نحن نقوم بتجييرها بمجملها في خدمة ولمصلحة المواطن الفلسطيني مذكراً قبلها أن التعامل كان يتم عبر الصليب الأحمر واليوم قوافل الخير والجهود والخدمات الطبية وغيرها تقدم ما يمكن تقديمه."

وقال" طلبت من التلفزيون الأردني أن يزور القدس في الشهر الفضيل ويبث ليلة رمضانية على الأقل من المدينة وبما يظهر الوضع والمعاناة في المدينة التي نحرص على زيارتها مع المسؤولين الأردنيين."